للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافتك أشراف البلاد ليومه ... من كلّ ندب للعلا متسنم

صرفوا إليك ركابهم وتيمّموا ... من بابك المنتاب خير ميمّم

وتبوّأوا منه بدار كرامة ... فالكل بين مقرّب ومنعّم

ودّت نجوم الأفق لو مثلت به ... لتفوز فيه برتبة المستخدم

والروض مختالٌ بحلية سندس ... من كلّ موشيّ الرقوم منمنم

ورياحه نسمت بنشر لطيمة ... وأقاحه بسمت بثغر ملثّم (١)

وأريتنا فيه عجائب جمّة ... لم تجر في خلد ولم تتوهّم

أرسلت سرعان الجياد (٢) كأنها ... أسراب طير في التنوفة (٣) حوّم

من كلّ منحفز بخطفة بارقٍ ... قد كاد يسبق لمحة المتوهم

طرفٌ يشك الطّرف في استثباته ... فكأنّه ظنّ بصدر مرجّم

ومسافر في الجوّ تحسب أنّه ... يرقى إلى أوج السماء بسلّم

رام استراق السمع وهو ممنّع ... فأصيب من قضب العصيّ بأسهم

رجمته من شهب النصال حواصب (٤) ... لولاى تعرّضه لها لم يرجم

ومدارة الأفلاك أعجز كنهها ... إبداع كلّ مهندس ومهندم

يمشي الرجال بجوفها وجميعهم ... عن مستوى قدميه لم يتقدّم

ومنوّع الحركات قد ركب الهوا ... يمشي على خطّ به متوهّم

فإذا هوى من جوّه ثمّ استوى ... أبصرت طيراً حول (٥) صورة آدم


(١) في أصول أزهار الرياض وفي التجارية: مسلم؛ وصححه محققو الأزهار: " ملثم " وأثبتنا ما في ق، لكونه أقرب إلى الصواب.
(٢) سرعان الخيل: أوئلها.
(٣) التنوفة: المفازة.
(٤) ق: قواضب، ولها وجه، لأنه يتحدث عن الجواد، فالقواضب السيوف، وهي ترجمة أي تتعرض له.
(٥) الأزهار: حل.

<<  <  ج: ص:  >  >>