للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم ليلة في مدحه قد سهرتها ... أباهي بدرّ النّظم فيه الدراريا

ولاح عمود الصبح مثل انتسابه ... رفعت عليه للمديح المبانيا

إمام أفاد المكرمات زمانه ... وشاد له فوق النجوم المعاليا

وجاوز قدر البدر نوراً ورفعةً ... ولم يرض إلاّ بالكمال مواليا

هو الشمس بثت في البسيطة نفعها ... وأنوارها أهدت (١) قريباً وقاصياً

هو البحر بالإحسان يزخر موجه ... ولكنه عذبٌ لمن جاء عافيا

هو الغيث مهما (٢) يمسك الغيث سحبه ... يروّ بسحب الجود من كان صاديا

شمائل لو أنّ الرياض بحسنها ... لما صار فيها زهرها الغضّ ذاويا

فيا ابن الملوك الصّيد من آل خزرج ... وذا نسب كالصبح عزّ مساميا

ألست الذي ترجو العفاة نواله ... فتخجل جدواه السحاب الغواديا

ألست الذي تخشى البغاة صياله ... فتوجل (٣) علياه الصعاب العواديا

وهديك مهما ضلت الشّهب قصدها ... تولته في جنح الدجنّة هاديا

وعزمك أمضى من حسامك في الوغى ... وإن كان مصقول الغرارين ماضيا

فكم قادح في الدين يكفر ربّه ... قدحت له زند الحفيظة واريا

وما راعه إلاّ حسام وعزمة ... يضيئان في ليل الخطوب الدواجيا

فلولاك يا شمس الخلافة لم يبن ... سبيل جهاد كان من قبل خافيا

ولولاك لم ترفع سماء عجاجة ... تلوح بها بيض النصول دراريا

ولولاك لم تنهل غصون من القنا ... وكانت إلى ورد الدماء صواديا

فأثمر فيها النصل نصراً مؤزراً ... وأجنى قطاف الفتح غضّاً ودانيا

ومهما غدا سفّاح سيفك عارياً ... يغادر وجه الأرض بالدم كاسيا


(١) الأزهار: أبدت.
(٢) ق: يهمي، والتصحيح عن الأزهار.
(٣) الأزهار: فتنزل، وكلتا اللفظتين غير موضحتين للمعنى المقصود، وسقط البيت من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>