للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم بمستنّ الظباء شهدته ... أجدّ وصالاً بالياً فيه باليا

ولم أصح من خمر اللحاظ وقد غدا ... به الجوّ وضّاح الأسرّة صاحيا

وجرّد من غمد الغمامة صارماً ... من البرق مصقول الصفيح يمانيا

تبسّم فاستبكى جفوني غمرةً (١) ... ملأت بدرّ الدمع منها ردائيا

وأذكرني ثغراً ظمئت لورده ... ولا والهوى العذريّ ما كنت ناسيا

وراح خفوق القلب مثلي كأنما ... ببرق الحمى من لوعة الحب ما بيا

وليلة بات البدر فيها مضاجعي ... وباتت عيون الشهب نحوي روانيا

كرعت بها بين العذيب وبارق ... بمورد ثغر بات بالدرّ حاليا

رشفت به شهد الرضاب سلافة ... وقبّلت في ماء النعيم الأقاحيا

فيا برد ذاك الثغر روّيت غلّتي ... ويا حرّ أنفاسي أذبت فؤاديا

وروضة حسن للشباب نضيرة ... هصرت بغصن البان فيها المجانيا

وبت أسقّي (٢) وردة الخدّ أدمعي ... فأصبح فيها نرجس اللحظ ذاويا

ومالت بقلبي مائلات قدودها ... فما للقدود المائلات وما ليا

جزى الله ذاك العهد عوداً فطالما ... أعاد على ربعي الظباء الجوازيا

وقل لليالٍ في الشباب نعمتها ... وقضّيتها أنساً: سقيت لياليا

ويا وادياً رفّت عليّ ظلاله ... ونحن ندير الوصل قدّست (٣) واديا

رمتني عيون السّرب فيه وإنما ... رمين بقلبي في الغرام المراميا

فلولا اعتصامي بالأمير محمّدٍ ... لما كنت من فتك اللواحظ ناجيا

فقل للذي يبني على الحسن شعره ... عليه مع الإحسان لا زلت بانيا

فكم من شكاة في الهوى قد رفأتها ... ورفّعتها بالمدح إذ جاء تاليا


(١) الأزهار: عبرة.
(٢) الأزهار: وقد بت أسقي.
(٣) الأزهار: فديت.

<<  <  ج: ص:  >  >>