للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراقصة في البحر طوع عنانها ... تراجع ألحان القيان الأغانيا (١)

إذا ما علت في الجوّ ثمّ تحدرت ... تحلّي بمرفضّ الجمان النواحيا

بذوب لجين سال بين جواهر ... غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا

تشابه جارٍ للعيون بجامد ... فلم أدر أيّاً منهما كان جاريا

فإن شئت تشبيهاً له عن حقيقة ... تصيب بها المرمى وبوركت راميا

فقل أرقصت منها البحيرة متنها (٢) ... كما يرقص المولود من كان لاهيا

أرتنا طباع الجود وهي وليدة ... ولم ترض في الإحسان إلاّ تغاليا

سقت ثغر زهر الروض عذب برودها ... وقامت لكي تهدي إلى الدهر (٣) ساقيا

كأن قد رأت نهر المجرّة ناضباً ... فرامت بأن تجري إليه السواقيا

وقامت بنات الدوح فيه مواثلاً ... فرادى ويتلو بعضهنّ مثانيا

رواضع في حجر الغرام ترعرعت ... وشبّت فشبّت حبّها في فؤاديا

بها كل ملتفّ الغدائر مسبل ... تجيل به أيدي النسيم مداريا

وأشرف جيد الغصن فيها معطّلاً ... فقلّدت النّوّار منه التراقيا

إذا ما تحلّت درّ زهر غروسه ... يبيت لها النّمّام بالطيب واشيا

مصارفه النقدين فيها بمثلها ... أجاز بها النقدين منها كما هيا (٤)

فإن ملأت كفّ النّسيم بمثلها (٥) ... دراهم نور ظلّ عنها مكافيا

فيملأ حجر الروض حول غصونها ... دنانير شمس تترك الروض حاليا

تغرّد في أفنانها الطير كلّما ... تجسّ به أيدي القيان الملاهيا

تراجعها سجعاً فتحسب أنها ... بأصواتها تملي عليها الأغانيا


(١) الأزهار: الغوانيا؛ ق: المعانيا.
(٢) الأزهار: نبتها.
(٣) الأزهار: الزهر.
(٤) الأزهار: أجاز بها قاضي الجمال التقاضيا.
(٥) الأزهار: مع الضحى.

<<  <  ج: ص:  >  >>