للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخفّت إليها الذابلات (١) كأنها ... طيورٌ إلى وكر أطلن تهاويا

حكت شبهاً (٢) للنحل والنحل حوله ... عصيّ إلى مثواه تهوي عواليا

فمن مثبت منها الرميّة مدرك ... ومن طائشٍ في الجوّ حلّق وانيا

وحصن منيع في ذراها قد ارتقى ... فأبعد في الجوّ الفضاء المراقيا

كأن بروق الجوّ غارت وقد أرت ... بروج قصور شدتهنّ سواميا

فأنشأت برجاً صاعداً متنزلاً ... يكون رسولاً بينهنّ مداريا

تطوّر حالات أتى في ضروبها ... بأنواع حليٍ تستفزّ الغوانيا

فحجل برجليها وشاح بخصرها ... وتاجٌ إلى ما حلّ منها الأعاليا

وما هو إلاّ طير سعد بذروة ... غدا زاجراً من أشهب الصبح بازيا

أمولاي يا فخر الملوك ومن به ... سيبلغ دين الله ما كان راجيا

بنوك على حكم السعادة خمسة ... وذا عددٌ للعين مازال واقيا

تبيت لهم كفّ الثريا معيذة ... ويصبح معتلّ النواسم راقيا (٣)

أسام عليها للسعادة ميسم ... ترى العزّ فيها مستكنّاً وباديا

جعلت أبا الحجاج فاتح طرسهم ... وقد عرفت منك الفتوح التواليا

وحسبك سعد ثمّ نصرٌ يليهم ... محمد الأرضى، فلا زلت راضيا

أقمت به من فطرة الدين سنّةً ... وجددت من رسم الهداية عافيا

وجاءوا به ملء العيون وسامةً ... يقبّل وجه الأرض أزهر باهيا

فيا عاذراً (٤) ما كان أجرأ مثله ... فمثلك لا يدمي الأسود الضواريا

وجاءتك من مصر التحايا كرائماً ... فما فتقت أيدي التّجار الغواليا


(١) ق: الزائلات.
(٢) ق: شبحاً.
(٣) سقط البيت من ق.
(٤) يريد الذي يقوم بالختان.

<<  <  ج: ص:  >  >>