للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسوف يجازى عن كريم صنيعه ... بتخليد سلطان وحسن عواقب

وسوف يريه الله في نصر دينه ... غرائب صنع فوق تلك الغرائب

فيحمي حمى الإسلام عمّن يرومه ... بسمر العوالي أو بيض القواضب

ويعتز دين الله شرقاً ومغرباً ... بما سوف يبقى ذكره في العجائب

إلهي ما لي بعد رحماك مطلب ... أراه بعين الرشد أسنى المطالب

سوى زورة القبر الشريف وإنّه ... لموهبة فاقت جميع المواهب

عليه سلام الله ما لاح كوكب ... وما رافق الأظعان حادي الركائب وقال لسان الدين رحمه الله تعالى: وليس لهذا الرجل انتحال لغير الشعر والكتابة وغير هذا الشعر قران، فقلّ أن ينتهي هذا الشعر في الضعة والاسترذال إلى ما دون هذا النمط، فهو بغير ثان شعراً وشكلاً وبلداً، لطف الله تعالى بنا وبه؛ انتهى باختصار.

٦ - ومن تلامذة لسان الدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى الكاتب أحمد بن سليمان بن فركون (١) ، ومن نظمه على لسان من يرمى بالداء العضال في فرج (٢) عبد ابن زمرك الوزير بعد ابن الخطيب:

قالوا كلفت به غلاماً حالكاً ... فأجبتهم في فيه ما يرضي المهج

مهما جننت بحسنه وبحبّه ... علّقت فوقي منه حرزاً من سبجْ


(١) ترجم له في الإحاطة ١: ٢٢٨ وأثنى عليه بأنه شعلة من شعل الذكاء والإدراك ومجموع خلال حميدة وأنه طالب نبيل مدرك نجيب بذ أقرانه ... ثم عاد فترجم له في الكتيبة الكامنة: ٣٠٥ وأنحى عليه بالذم الشديد: " جرو محقور وفي جلدة كلب عقور ... وسفيه يقال عند ذكره: كفاك الله شر من أحسنت إليه " وما ذلك إلا لأن ابن فركون كان من الزمرة التي تغيرة على لسان الدين.
(٢) قال لسان الدين في الكتيبة الكامنة في ترجمة ابن زمرك: " وبينه وبين معاصريه مداعبات في غلام له غريب (لعلها: غربيب) جعله مرمى غزل ونسيب ... وجمجمت الأقوال في هذا الميدان، فجمعت بين الندس والهدان، والقاصي والدان ... إلخ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>