هو الأمد الأقصى هو الملجأ الذي ... ينال به مرغوبه كلّ راغب
إمام النبيين الكرام، وإنّه ... لكالبدر فيهم بين تلك المواكب (١)
بشير نذير مفضل متطوّل ... سراج منير بذّ نور الكواكب
شريف منيف باهر الفضل كامل ... نفيس المعالي والحلي والمناقب
عظيم المزايا ما له من مماثل ... كريم السجايا ما له من مناسب
ملاذ منيع ملجأ عاصم لمن ... يلوذ به من بين آت وذاهب
جليل جميل الخلق والخلق ما له ... نظير، ووصف الله حجّة غالب
وناهيك من فرع نمته أصوله ... إلى خير مجد من لؤيّ بن غالب
أولي الحسب العدّ الرفيع جنابه ... بدور الدياجي أو صدور الكتائب
له معجزات ما لها من معارض ... وآيات صدق ما لها من مغالب
تحدّى بهن الخلق شرقاً ومغرباً ... وما ذاك عمّن حاد عنها بغائب
فدونكها كالأنجم الشّهب عدة ... ونور سناً لا يختفي للمراقب
وإحصاؤها مهما تتبعت معوز ... وهل بعد نور الشمس نور لطالب
لقد شرّف الله الوجود بمرسلٍ ... له في مقام الرسل أعلى المراتب
وشرّف شهراً فيه مولده الذي ... جلا نوره الأسنى دياجي الغياهب
فشهر ربيع في السهور مقدّم ... فلا غرو أنّ الفخر ضربة لازب
فلله منه ليلة قد تلألأت ... بنور شهاب بيّن الأفق شاهب
ليهن أمير المسلمين بها المنى ... وأن نال من مولاه أسنى الرغائب
على حين أحياها بذكر حبيبه ... وذكر الكرام الطاهرين الأطايب
وألّف شملاً للمحبين فيهم ... فسار على نهج من الرشد لاحب
(١) ق: الكواكب.