للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثة وأربعين وسبعمائة، ثم انتقل للحضرة آخر رجب عام ستّة وخمسين وسبعمائة، ومن شعره قوله:

ألا أيّها الليل البطيء الكواكب ... متى ينجلي صبح بليل المآرب

وحتى متى أرعى النّجوم مراقباً ... فمن طالع منها على إثر غارب (١)

أحدّث نفسي أن أرى الركب سائراً ... وذنبي يقصيني بأقصى المغارب

فلا فزت من نيل الأماني بطائل ... ولا قمت في حقّ الحبيب بواجب

فكم حدّثتني النفس أن أبلغ المنى ... وكم علّلتني بالأماني الكواذب

وما قصّرت بي عن زيارة قبره ... معاهد أنس من وصال الكواعب

ولا حبّ أوطان نبت بي ربوعها ... ولا ذكر خلّ حلّ فيها وصاحب

ولكن ذنوب أثقلتني فها أنا ... من الوجد قد ضاقت عليّ مذاهبي

إليك رسول الله شوقي مجدّداً ... فيا ليتني يممت صدر الركائب

فأعملت في تلك الأباطح والرّبى ... سراي مجدّاً بين تلك السباسب

وقضّيت من لثم البقيع لبانتي ... وجبت الفلا ما بين ماش وراكب

وروّيت من ماء بزمزم غلّتي ... فلله ما أشهاه يوماً لشارب

حبيبي شفيعي منتهى غايتي التي ... أرجّي ومن يرجوه ليس بخائب

محمد المختار والحاشر الذي ... بأحمد حاز المجد من كلّ جانب

رؤوف رحيم خصّنا الله باسمه ... وأعظم بماح في الثناء وعاقب

رسول كريم رفع الله قدره ... وأعلى له قدراً رفيع الجوانب

وشرّفه أصلاً وفرعاً ومحتداً ... يزاحم آفاق السما بالكواكب

سراج الهدى ذو الجاه والمجد والعلا ... وخير الورى الهادي الكريم المناسب

هو المصطفى المختار من آل هاشم ... وذو الحسب العدّ الرفيع المناصب


(١) كأنه نسخ فيه قول ابن خفاجة (ديوانه: ٢١٧) :
وحتى متى أرعى الكواكب ساهراً ... فمن طالع أخرى الليالي وغارب

<<  <  ج: ص:  >  >>