للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاضلاً عن سبيل الذمّ منحرفاً ... وعن سبيل المعالي غير منحرف

وتحفة الزّمن الآتي به فلقد ... ربا بما حازه منها على التحف

ومعدناً لنفيس الدرّ فهو لما ... حواه منه لدى التشبيه كالصدف

وبحر علم جميع الناس مغترف ... منه، ونيل المعالي خير مؤتلف

وسابقاً بذّ أهل العصر قاطبة ... فالكل في ذاك منهم غير مختلف

من ذا يخالف في نار على علم ... أو يجحد الشمس نوراً وهو غير خفي

ما أنت إلاّ وحيد العصر في شيم ... وفي ذكاء وفي علم وفي ظرف

لله من منتم للمجد منتسب ... بالفضل متّسم، بالعلم متصف

لله من حسب عدّ ومن كرم ... قد شاده السلف الأخيار للخلف

إيه أيا من به تبأى الوزارة إذ ... كنت الأحقّ بها في الذات والشرف

يا صاحب القلم الأعلى الذي جمعت ... فيه المعالي فبعض البعض لم أصف

يا من يقصّر وصفي في علاه ومن ... أنسي مديح حبيب في أبي دلف

شرّفتني عندما استدعيت من نظمي ... نظماً تدوّنه في أبدع الصحف

وربما راق ثغر في تبسّمه ... حتى إذا ناله إلمام مرتشف

أجلّ قدرك أن ترضى لمنتجع ... بسوء كيلته حظاً مع الحشف

هذا، ولو أنّني فيما أتيت به ... نافحت بالطيب زهر الروضة الأنف

لكنت أفضي إلى التقصير من خجل ... إذ لست بالبعض ممّا تستحق أفي

فنحسبي العجز عمّا قد أشرت به ... فالعجز حتماً قصارى كلّ معترف

لكن أجبت إلى المطلوب ممتثلاً ... وإن غدوت بمرمى القوم كالهدف

فانظر إليها بعين الصفح عن زلل ... واجعل تصفّحها من جملة الكلف

بقيت للدهر تطويه وتنشره ... تسمو من العزّ باسمٍ غير منصرف ثم ذكر نثراً، وأن مولده بوادي آش آخر عام تسعة وسبعمائة، وتولّى الخطابة والإمامة بها عام ثمانية وثلاثين وسبعمائة، ثم ولي القضاء بها وبأعمالها عام

<<  <  ج: ص:  >  >>