للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سينصره من الأنصار ملك ... إذا ناداه مظلوم أجابا

كريم الذات من ملإ كرام ... لقد طابت سجاياهم وطابا

تواضع رحمة وعلا محلاّ ... وسهّل منه للناس الحجابا

فليس يصدّ عن جدواه راج ... وليس يسدّ عن عافيه بابا

له عطف على الراجي جميل ... يفلّ من الردى ظفراً ونابا

وعدل (١) أمّن الأرجاء حتى ... ترى الغزلان لا تخشى الذئابا

أمولاي الذي أحيا المعالي ... وقد بليت وألحفت الترابا

مددت على البلاد جناح عدل ... وكفّ الجور تستلب استلابا

وتاب الدهر ممّا قد جناه ... فجدت له بعفوك حين تابا

وسكّن عزّ دولتك الدواهي ... فكانت رحمة دفعت عذابا

ويا لله إعذار سعيد ... دعوت السعد فيه فاستجابا

عجبت لمقدم والروع يهفو ... بأفئدة الكماة وما استرابا

ومن شبلٍ أطاع أخا سلاح ... وحكّمه اصطباراً واحتسابا

وهل عذر لعاذر ليث غاب ... أظنّ فؤاده والعقل غابا

فلولا سنّة حكمت وهدي ... أصبت وقد سلكت به الصوابا

لحامت عصبة الأنصار عنه ... بأسياف تقدّ بها الرقابا

من الصّيد الذين لهم نفوس ... لغير الفخر لا تصل الطّلابا

تنير الليل أوجههم إذا ما ... أرادوا السير أو حثّوا الركابا

دعوت به الأنام ليوم حشرٍ ... ولم تذخر لهم إلا الثوابا

رأوا من زخرف الدنيا مقاماً ... يذكّر بالجنان لمن أنابا

وأبهتهم فما عاطوا حديثاً ... ولا عرفوا السؤال ولا الجوابا


(١) ق: وعطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>