لله منها ليلة أضحى بها ... شمل الهدى لأولي الهدى منظوما
أبداً أمير المسلمين أعدّها ... بدعاً من القصر (١) الكريم جسيما
ملك أقام الله منه لخلقه ... مولىً رؤوفاً بالعباد رحيما
يحمي ذمار المسلمين من الردى ... ويبيح ربعاً للعدا وحريما
بمحمّد قد عاد دين محمّد ... غضّ الرياض وكان قبل هشيما
أحيا به الله الخلافة بعدما ... كانت بأطباق التراب رميما
من آل سعد الخزرج بن عبادة ... طابوا فروعاً في العلا وأروما
تلقاه في يوم الكريهة والوغى ... والخيل عابسة أغرّ وسيما
وتخال كفّيه إذا شحّ الحيا ... أفقاً بعامية الغيوث غيوما
تأبى خلال العدل والشيم العلا ... من أن يرى في دهره مظلوما
كهف العباد وفخرها وثناؤه ... ترك المديح على الطروس رقيما
لا زال يلقى العيش طلقاً والعلا ... مرقىً وصرف الحادثات خديما
ما اهتز غصن في الحديقة ناعم ... لمّا أحسّ من الشمال شميما مولده بغرناطة، يوم السبت سابع عشر صفر عام ثلاثة وأربعين وسبعمائة؛ انتهى.
[أشعار للسان الدين]
وممّا خاطب به لسان الدين رحمه الله تعالى ولده عبد الله المذكور ما في النفاضة من قوله: أنشدت ابني عبد الله وقد وصل لزيارتي من الباب السلطاني حيث جرايته ووظيفته، وانجر حديث ما فقد بغرناطة في شجون الكلام:
يا بنيّ عبد الإله احتساباً ... عن أثابٍ ومنزلٍ وعقار
(١) ق: القصد.