حتى يرقّ للوعتي وصبابتي ... ودموع عيني كلّ من يتغرب
شوقاً لمن زان الوجود، وحبه ... يدني إلى ربّ الرضى ويقرّب
ساد الأنام المصطفى بكماله ... فإليه أجناس السيادة تنسب
بالنّور زان حلىً علا آياته ... وبحسن ذاك النور أعرب معرب
الشمس يغرب نورها وضياؤها ... أبداً ونرو المصطفى لا يغرب
الله أرسله إلينا رحمة ... فبجاهه عنّا الرضى لا يحجب
بمحمّد فزنا فإدراك المنى ... فالوقت طاب لنا وطاب المشرب
خير الورى محبوبنا ونبيّنا ... حزنا به الجاه الذي لا يسلب
روض النفوس محمد ونعيمها ... وبه يفضض حليها ويذهّب
شرف تقادم قبل آدم عهده ... للنّور أطناب عليه تطنّب
منّا عليه مدى الزمان تحية ... يثني عليها المندليّ ويطنب ومنها قوله رحمه الله تعالى:
طلعت، وقارنها البهاء، بدور ... أبداً على قطب السعود تدور
من نور أحمد يستمدّ ضياؤها ... وبهاؤها، يا حبذاك النّور
ويزيد ذاك النّور حسناً فائقاً ... يوم القيامة والنام حضور
محبوبنا أسمى البريّة منصباً ... يوم النّشور لواؤه منشور
فزنا بخير العالمين محمد ... وجرى بوفق مرادنا المقدور
لاحت لنا أنواره فزماننا ... نور، وأنس دائم وسرور
بالمصطفى المختار قابلنا الرضى ... بين الأنام فسعينا مشكور
الله فضّله على كلّ الورى ... فهو الحبيب، وفضله مشهور
القرب خصّصه وعظّم قدره ... فسما ببهجة نوره ناحور
خير النبيّين الكرام نبيّنا ... بالنور في العرش اسمه مسطور