للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للزهر سرّ وعرف الروض فاضحه ... والمسك إن فضّ لا تخفى سرائره

هل زار طيبة ذاك العرف حين سرى ... فتربها أبداً مسك يخامره

طابت بطيب رسول الله فهي به ... سمت وراقت بمن فاقت مفاخره

به معدّ تسامى للعلا، وبه ... حاز المكارم واعتزت عشائره

أسنى النبيّين قدراً نوره أبداً ... يزيد حسناً على الأقمار باهره

وأفضل الخلق من عرب ومن عجم ... أربت على الرمل أضعافاً مآثره

إن كان للرّسل عقد وهو آخرهم ... نظماً فقد زان عقد الرّسل آخره

روض من الحلم غضّ راق منظره ... بحر من العلم عذب فاض زاخره

إن جاد صاح بلقياه الزمان فمل ... إلى مقام حبيب أنت زائره

وصف له حال صبّ مغرم دنف ... رام الدنوّ فأقصته جرائره

واذكر هناك بعيد الدار غرّبه ... غرب فما غائب من أنت ذاكره

أهدى الّلام بلا حدّ ولا أمد ... إلى محلّ رسول الله عامره ومنها قوله رحمه الله تعالى:

أمنزلنا جادت ثراك السحائب ... وإلا فجادته الدموع السواكب

ووشّاك وسميّ الغمام بدرّه ... وحلّى محلاً حلّ فيه الحبائب

وحيّا نسيم الريح بالجزع آنساً ... فما عاب ذاك الأنس بالجزع عائب

فيا عهدنا بالخيف هل أنت عائد ... ويا أنسنا بالجزع هل أنت آيب

وهل راجع عصر الشباب الذي انقضى ... وقد شيبت سود الشعور الشوائب

وهيهات أن يقضى لنا برجوعه ... كما كان غصناً مورقاً وهو ذاهب

وقد سلب الدهر المفرق أنسنا ... وأودى به والدهر للأنس سالب

فما وهب الإيناس إلا مغالطاً ... وأي بخيل للنفائس واهب

أطالب أيام العقيق بعودة ... وقد عزّ مطلوبٌ له أنا طالب

فيا صاحبي كن مسعدي في صبابتي ... وإلا فما أنت الصديق المصاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>