ساروا وأكبادنا جرحى وأعيننا قرحى وأنفسنا سكرى من القلقِ
تشكو بواطننا من بعدهم حرقاً لكن ظواهرناتشكو من الغرقِ
كأنهم فوق أكوار المطي وقد سارت مقطرةً في حالك الغسقِ
درارئ الزهر في الأبراج زاهرةً تسير في الفلك الجاري على نسقِ
يا موحشي الدار مذ بانوا كما أنست بقربهم لا خلت من صيبٍ غدقِ
إن غبتم لم تغيبوا عن ضمائرنا وإن حضرتم حملناكم على الحدقِ
وما أحسن قول بعضهم في هذا المعنى، الذي كررنا ذكره وبه ألمعنا:
سلام على أهل الوداد وعهدهم إذ الأنس روض والسرور فنون
رحلنا فشرقنا وراحوا فغربوا ففاضت لروعات الفراق عيون
وكم أنشدت وليالي النوى عاتمة، قول الأندلسي ابن خاتمة:
أيامنا بالحمى ما كان أحلاك كم بت أرعاه إجلالاً وأرعاك
لا تنكري وقفتي ذلاً بمغناك يا دار لولا أحبائي ولولاك
لما وقفت وقوف الهائم الباكي
فهل لهم عطفه من بعد دلهم تالله ما تسمح الدنيا بمثلهم
آهاً لقلبي على تبديد شملهم ما كان أحلاك يا أيام وصلهم
ويا ليالي الرضا ما كان أضواك
يا بدر تمٍ تناءت عنه أربعنا ولم تزل تحتويه الدهر أضلعنا
ما للنوى البين توجعنا إذا تذكرت دهراً كان يجمعنا
تفطرت كبدي شوقاً لمرآكِ