للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني نصر وأصهاره بني أشقيلولة، ثم بايع لبني هود سنة إحدى وثلاثين، عندما بلغه خطاب الخليفة من بغداد، ثمّ ثار بإشبيلية أبو مروان الباجي عند خروج ابن هود عنها ورجوعه إلى مرسية، فداخله محمد بن الأحمر في الصلح على أن يزوّجه ابنته، فأطاعه، ودخل إشبيلية سنة اثنتين وثلاثين، ثمّ فتك بابن الباجي فقتله، وتناول البطش (١) به عليّ بن أشقيلولة، ثمّ راجع أهل إشبيلية بعدها بشهر دعوة ابن هود، وأخرج ابن الأحمر، ثمّ تغلب على غرناطة سنة خمس وثلاثين بمداخلة أهلها (٢) حين ثار ابن أبي خالد بدعوته فيها، ووصلته بيعتها وهو بجيّان، فقدم إليها عليّ بن أشقيلولة، ثم جاء على أثره، ونزلها، وابتنى بها حصن الحمراء لنزوله، ثمّ تغلّب على مالقة، ثم تناول المريّة من يد ابن الرميمي وزير ابن هود الثائر بها سنة ثلاث وأربعين، ثمّ بايعه أهل لورقة سنة ثلاث وستين، وكان ابن الأحمر أول أمره وصل يده بالطاغية استظهاراً على أمره، فعضده وأعطاه ابن هود ثلاثين حصاناً في كفّ غربه بسبب ابن الأحمر، وليعينه على قرطبة، فتسلّمها، ثم تغلّب على قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، أعادها الله، ثمّ نازل إشبيلية سنة ست وأربعين وابن الأحمر معه، ثمّ دخلها صلحاً، وملك أعمالها، ثمّ ملك مرسية سنة خمس وستين، ولم يزل الطاغية يقتطع ممالك المسلمين كورةً كورةً وثغراً ثغراً إلى أن لجأ المسلمون (٣) إلى سيف البحر ما بين رندة من الغرب وإلبيرة من شرق الأندلس نحو عشر مراحل من الغرب إلى الشرق، وفي قدر مرحة أو دونها في العرض ما بين البحر والجوف، ثم سخط ابن الأحمر وطمع في الاستيلاء على سائر الجزيرة فامتنعت عليه، وتلاحق بالأندلس الغزاة من بني مرين وغيرهم، وعقد ملك المغرب يعقوب بن عبد الحق لنحو الثلاثة


(١) ابن خلدون: الفتك.
(٢) كذلك في ابن خلدون وبعض الأصول؛ وفي ك: بمداجاة أهلها.
(٣) ان خلدون: ألجأ المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>