للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ابن هود يخطب للعباسي صاحب بغداد، ثم حصلت لابن هود وأعقابه حروبٌ وخطوب إلى أن كان آخرهم الواثق بن المتوكّل، فضايقه الفنش والبرشلوني فبعث بالطاعة لابن الأحمر، فبعث إليه ابن أشقيلولة، وتسلم مرسية منه، وخطب لابن الأحمر بها، ثم خرج منها راجعاً إلى ابن الأحمر، فأوقع به النصارى في طريقه، ثم رجع الواثق إلى مرسية ثالثة، فلم يزل إلى أن ملكها العدوّ من يده سنة ثمان وستين وستمائة، وعوّضه عنها حصناً يسمى يسر، وهو من عملها، فبقي فيه إلى أن هلك. وانقرضت دولة ابن هود، والله وارث الأرض ومن عليها.

[دولة بين الأحمر]

ولنذكر ملوك بني الأحمر (١) إجمالاً لن لسان الدين وزير أحدهم، ولأنهم آخر ملوك الأندلس، ومن يدهم استولى النصارى على جميعها كما سنذكره. قال ابن خلدون (٢) : أصلهم من أرجونة من حصون قرطبة، ولهم فيها سلفٌ من أبناء الجند، ويعرفون ببني نصر، وينتسبون إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج، وكان كبيرهم لآخر دولة الموحّدين محمّد بن يوسف بن نصر، ويعرف بالشيخ، وأخوه إسماعيل وكانت له وجاهة في ناحيتهم.

ولمّا فشلت ريح الموحّدين، وانتزى الثوار بالأندلس، وأعطى السادة حصونها للطاغية، استقل بأمر الجماعة محمد بن يوسف بن هود الثائر بمرسية بدعوة العباسية، وتغلب على شرق الأندلس أجمع، فتصدى الشيخ هذا للثورة وبويع له سنة تسع وعشرين وستمائة، ودعا لأبي زكرياء صاحب إفريقية، وأطاعته جيّان وشريش سنة ثلاثين بعدها، واستظهر إلى أمره بقرابته من


(١) في ك: رجع إلى ذكر دولة أولاد الأحمر؛ وسقطت لفظة " ملوك " من ج.
(٢) ابن خلدون ٤: ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>