والشوق أعظم أن يحيط بوصفه قلم وأن يطوى عليه كتاب
والله ما أنا منصف إن كان لي عيش يطيب وجيرتي غياب
وكيف ولآماقي صب، ولأتواقي زيادة إذا سرى نسيم أو هب:
شربت حميا البين صرفاً، وطالما جلوت محيا الوصل وهو وسيم
فميعاد دمعي أن تنوح حمامة وميقات شوقي أن يهب نسيم
فإن لاح سنا بارق شاقني، أو ترنم شادٍ حدا بي إلى الهيام وساقني، أو رنا ظبي فلاة راعني وراقني:
وإني ليصيبني سنا كل بارقٍ وكل حمامٍ في الأرك ينوح
وأرتاع من ظبي الفلاة إذا رنا وأرتاح للتذكار وهو سنوح
ولم يك ذاك الأمر من حيث ذاته ولكن لمعنى في الحبيب يلوح
ولا أستطيع الإعراب عن أمري العجيب، لما بي من النوى المذهل والجوى المدهش والوجيب:
ولا تسألوا عما أجن فليس لي لسان يؤدي ما الغرام يقول
يطارحني البرق الأحاديث كلما أضاء كأن البرق منه رسول
وما بال خفاق النسيم يميلني هل الريح راح والشمال شمول
إذ دموع شؤوني عند الذكرى لا ترقا، وجفوني ليس لها عن الأرق مرقى، وشجوني تنمو إذا صدحت بفننها ورقا:
رب ورقاء في الدياجي تنادي إلفها في غصونها المياده
فتثير الهوى بلحن عجيب يشهد السمع أنها عواده
كلما رجعت توجعت حزناً فكأنما في وجدنا نتباده