للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وانتهت جباية (١) قرطبة أيام ابن أبي عامر إلى ثلاثة آلاف ألف دينار، بالإنصاف، وقد ذكرنا في موضع آخر ما فيه مخالفة لهذا، فالله أعلم.

وما أحسن قول بعضهم (٢) :

دع عنك حضرة بغدادٍ وبهجتها ... ولا تعظّم بلاد الفرس والصّين

فما على الأرض قطرٌ مثل قرطبة ... وما مشى فوقها مثل ابن حمدين وقال بعضهم (٣) : قرطبة قاعدة الأندلس ودار الملك التي يجبى لها ثمرات كل جهة وخيرات كلّ ناحية، واسطة بين الكور، موفية على النهر، زاهرة مشرقة، أحدقت بها المنى فحسن مرآها، وطاب جناها.

وفي كتاب فرحة الأندلس لابن غالب: أمّا قرطبة فإنّه اسم ينحو إلى لفظ اليونانيين، وتأويله القلوب المشكّكة.

وقال أبو عبيد البكري (٤) : إنّها في لفظ القوط بالظاء المعجمة.

وقال الحجاري: الضبط فيها بإهمال الطاء وضمها، وقد يكسرها المشرقيون (٥) في الضبط، كما يعجمها آخرون. انتهى.

وقال بعض العلماء (٦) : أما قرطبة فهي قاعدة الأندلس، وقطبها وقطرها الأعظم، وأم مدائنها ومساكنها، ومستقرّ الخلفاء، ودار المملكة في النصرانيّة والإسلام، ومدينة العلم، ومقرّ (٧) السنّة والجماعة، نزلها جملة من التابعين


(١) مخطوط الرباط: ٢٧.
(٢) المصدر السابق: ٣٥.
(٣) هو أحمد الرازي كما في المنتقى من فرحة الأنفس: ٢٩٥؛ وفي ق: وقال غيره، وسقطت اللفظتان من ط؛ وفي ج: وفي كتاب الرازي.
(٤) انظر مخطوطة المسالك: ٢١٨ (رقم: ٤٨٨ بالخزانة اعامة الرباط) .
(٥) ط ج: المشرقون.
(٦) مخطوط الرباط: ٢٢.
(٧) ك: ومستقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>