للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتابعي (١) التابعين، ويقال: نزلها بعض من الصحابة (٢) ، وفيه كلام.

وهي مدينة عظيمة أزلية من بنيان الأوائل، طيبة الماء والهواء، أحدقت بها البساتين والزيتون والقرى والحصون والمياه والعيون من كل جانب، وبها المحرث العظيم الذي ليس في بلاد الأندلس مثله (٣) ولا أعظم منه بركة.

وقال الرازي: قرطبة أم المدائن، وسرّة الأندلس، وقرارة الملك في القديم والحديث والجاهلية والإسلام، ونهرها أعظم أنهار الأندلس، وبها القنطرة التي هي إحدى غرائب الأرض في الصنعة والإحكام، والجامع الذي ليس في بلاد الأندلس والإسلام أكبر منه.

وقال ابن حوقل (٤) : هي أعظم مدينة بالأندلس، وليس بجميع المغرب لها عندي شبيه في كثرة أهل، وسعة محلّ، وفسحة أسواق، ونظافة محالّ، وعمارة مساجد، وكثرة حمامات وفنادق، ويزعم قوم من أهلها أنّها كأحد جانبي بغداد، وإن لم تكن كأحد جانبي بغداد في قريبة من ذلك ولاحقة به، وهي مدينة حصينة ذات سور من حجارة ومحالّ حسنة، وفيها كان سلاطينهم قديماً، ودورهم داخل سورها المحيط بها، وأكثر أبواب القصر السلطاني من البلد وجنوب قرطبة على النهر.

قال: وقرطبة هذه بائنة عن مساكن أرباضها ظاهرة ودرت بها في غير يوم في قدر ساعة وقد قطعت الشمس خمس عشرة درجة ماشياً.

وقال الحجاري (٥) : وكانت قرطبة في الدولة المروانية قبّة الإسلام،


(١) ق ج ط: وتابع.
(٢) مخطوط الرباط: نزلها - فيما نقل - رجل من الصحابة.
(٣) ك: الذي ليس له في بلاد الأندلس نظير.
(٤) في ك: وقال بعضهم؛ وفي ق: وقال ابن سعيد رحمه الله في المغرب؛ وفي ط: وقال الرازي؛ وفي ج: وفي كتاب ابن حوقل والنص منقول عن ان حوقل، انظر صورة الأرض: ١٠٧ - ١٠٨ مع اختلاف في بعض النص.
(٥) في ج: وفي المسهب؛ وفي ق: وقال الفتح في المطمح؛ وفي ط: قال ابن سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>