للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن طال ليلي بعدهم فلطوله عذر، وذاك لما أقاسي منهم

لم تسر فيه نجومه لكنها وقفت لتسمع ما أحدث عنهم

فأرقي، الزائد في حرقي، أظهر المكنون وأبان، ووجدي بمن نأى وبان، لم يجد فيه تعلل برندٍ وبان:

تنبهي يا عذبات الرند كم ذا الكرى؟ هب نسيم نجد

فلست مثلي في جوى أو أرقٍ وحرفة من فرقة أو صد

عوفيت مما حل بي من جيرةٍ في الغرب لم يرثوا لفرط وجدي

أعلل القلب ببان رامة وهل ينوب غصن عن قد

بانوا فلا مغنى السرور بعدهم مغنى، ولا عهد الرضا بعهد

آهاً من البعد ومن لم يدره لم يشجه تأوهي للبعد

وفي شغل من أبكته الربوع والطلوع، وذهبت برهة من زمانه بين الترحل والحلول، فركب من الأخطار الصعب والذلول، وحافظ على العهود ولم يسلك سبيل الغادر الملول:

سقاها الحيا من أربع وطلول حكت دنفي من بعدهم ونحولي

ضمنت لها أجفان عينٍ قريحةٍ من الدمع مدرار الشؤون همول

ومن الغريب، الذي ينكره غير الأريب، أن الحادي إن سر القلب بكشف رين، فقد تسبب في اجتماع متنافيين متنافرين:

ترنم حاد بالصريم فشاقني إلى ذكر من باتت ضلوعي تضمه

<<  <  ج: ص:  >  >>