للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي منسوبة للحاجب أبي عثمان جعفر بن عثمان المصحفي.

وذكر الحجاري في المسهب أن الرئيس أبا بكر محمد بن أحمد بن جعفر المصحفي، اجتاز بالمنية المصحفية التي كانت لجدّه أيّام حجابته للخليفة الحكم المستنصر، فاستعبر حين تذكر ما آل إليه حال جده مع المنصور بن أبي عامر، واستيلاءه على ملكه وأملاكه، فقال:

قف قليلاً بالمصحفيّة واندب ... مقلةً أصبحت بلا إنسان

واسألنها عن جعفر وسطاه ... ونداه في سالف الأزمان

جعفر مثل جعفرٍ حكم الده؟ ... ر عليه بعسرة وهوان

ولكم حذّر الردى فصممنا ... لا أمانٌ لصاحب السلطان

بينما يعتلي غدا خافضاً من ... هـ اكتسابٌ ككفّة الميزان (١) ومنية الزبير منسوبة إلى الزبير بن عمر الملثّم (٢) ملك قرطبة.

قال ابن سعيد: أخبرني والدي عن أبيه قال: خرج معي إلى هذه المنية في زمان فتح النّوّار أبو بكر بن بقيّ الشاعر (٣) المشهور، فجلسنا تحت سطر من أشجار اللّوز قد نوّرت، فقال ابن بقيّ:

سطرٌ من اللوز في البستان قابلني ... ما زاد شيء على شيء ولا نقصا

كأنّما كلّ غصنٍ كمّ جارية ... إذا النسيم ثنى أعطافه رقصا


(١) ك: انتساب؛ ج: اكتساباً.
(٢) الزبير بن عمر من ولاة الملثمين (المرابطين) على قرطبة؛ وقد عده في مفاخر البربر (٨٢) من ولاة غرناطة ولكن ابن سعيد (٢: ١٢٧) يسميه صاحب قرطبة، وهو مهجو الشاعر المعروف بالأبيض.
(٣) أبو بكر يحيى بن بقي الطليطلي من كبار الشعراء الوشاحين في عصر المرابطين توفي سنة ٥٤٠ (انظر ترجمته في الذخيرة القسم الثاني: ٢٤٤ والقلائد: ٢٧٩ ومعجم الأدباء ١٩: ٢١ والتكملة: ٢٠٤٢ ووفيات الأعيان ٥: ٢٤٨ ومسالك الأبصار ١١: ٢٨٠ والمغرب ٢: ١٩ وله موشحات في دار الطراز وفي مخطوطة جيش التوشيح للسان الدين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>