لا تظنوا لي عنكم سلوةً ما على شوقي إليكم من مزيد
راجعوا أنفسكم تستيقنوا أنكم في الوقت أقصى ما أريد
إن يوماً يجمع الله بكم فيه شملي ذاك عندي يوم عيد
وقول بعض من ندم على البعد عن المعاهد، وأمل العود - والعود أحمد - إلى الشاهد، وغفر للدهر ذنبه إن عاد، وتلهف أن لم يعامله بغير الإبعاد:
لئن عاد جمع الشمل في ذلك الحمى غفرت لدهري كل ذنب تقدما
وإن لم يعد منيت نفسي بعودة وماذا عسى تجدي الأماني وقلما
يحق لقلبي أن يذوب صبابةً وللعين أن تجري مدامعها دما
على زمنٍ ماضٍ بهم قد قطعته لبست به ثوب المسرة معلما
وقول آخر يخاطب أحبابه، ويذكر فواصل بحر النوى الطويل وأسبابه:
أعيذكم من لوعتي وشجوني ونار جوىً تذكى بماء شؤوني
وبرح أسى لم يبق في بقيةً سوى حركات تارةً وسكون
أرى القلب أضحى بعد طارقة الأسى أسير صبابات رهين شجون
وكيف سبيل القرب منكم ودونكم رمال زرودٍ والأجارع دوني؟
سلوا مضجعي هل قر من بعد بعدكم وهل عرفت طعم الرقاد جفوني
سهرنا بنعمانٍ، ونمتم ببابلٍ، فيا لعيون ما وفت لعيون
وفي بعض الأحيان، أتسلي بقول الأندلسيين الأعيان:
لا تكرث بفراق أوطان الصبا فعسى تنال بغيرهن سعودا
فالدر ينظم عند فقد بحاره بجميل أجياد الحسان عقودا
وقول غيره:
فعسى الليالي أن تمن بنظمنا عقداً كما كنا عليه وأكملا