للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلربما نثر الجمان تعمداً ليعاد أحسن في النظام وأجملا

وأرغب لمن أطال ذيول الغربة أن يقلصها، وأطلب ممن أجال النفوس في سيول الكربة أن يخلصها:

فنلتقي وعوادي الدهر غافلة عما نروم وعقد البين محلول

والدار آنسة، والشمل مجتمع، والطير صادحة، والروض مطلول

وأضرع إليه - سبحانه - في تيسير العود إلى أوطاني، ومعهدي الذي مطايا العز أوطاني، وأن يلحقني بذلك الأفق الذي خيره موفور، وحق من فيه معروف لا منكر ولا مكفور:

إذا ظفرت من الدنيا بقربهم فكل ذنب جناه الدهر مغفور

وكأني بعاتب يقول: ما هذا التطويل؟ فأقول له: جوابي قول ابن أبي الإصبع الذي عليه التعويل:

أكثرت عذلي كأني كنت أول من بكى على مسكن أو حن للسكن

لا تلح إن من الإيمان عند ذوي ال إيمان منا حنين النفس للوطن

على أنني أقول: اللهم يسر لي ما فيه الخيرة لي بالمشارق أو بالمغارب، وجد لي من فضلك حيث حللت بجميع ما فيه رضاك من المآرب، بجاه نبينا وشفيعنا المبعوث رحمة للأحمر والأسود والأعاجم والأعارب، عليه أفضل صلاة وأزكى سلام، وعلى آله وأصحابه الأعلام، والتابعين لهم بإحسان ما ذر شارق وتعاقب طالع وغارب.

<<  <  ج: ص:  >  >>