للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دم شامخ المقدار مرتفع البنا ... والناس تحت رضاك كالغلمان

متمتّعاً ببنيك سادات الورى ... في عزّ ربّ دائم السلطان

ما رجّع القمريّ في تغريده ... في الروض فوق منابر الأغصان وكان القاضي عبد الرحمن بن فرفور المذكور عالي الهمّة، تضيق يده عمّا يريد، فلذلك كان كثيراً ما يبث شكواه في الطروس والدفاتر، ويعتب على الزمان الذي أخنى على أهل الأدب وقطع آمالهم بحسامه الباتر، ويرحم الله القائل:

هذا زمان دريهمي لا غيره ... فدع الدفاتر للزمان الفاتر فمن نظم المذكور وقد أبطأ بجزء استعاره من بعض إخوانه، فكتب إليه معتذراً، وأدمج شكوى الزمان الذي كان من شماتة الأعداء به حذراً:

أبطأت في ذا الجزء يا سيّدي ... كتابة من جور دهرٍ بغيض

صابرته فالجسم مني لقىً ... تجلّداً والقلب مني مريض

فإذ أبى إلا تلافي وقد ... أحلّني منه محلّ النقيض

واقتادني قسراً إلى مصرعٍ ... قد رقّ منه اللحم والعظم هيض

سلّمت للأقدار مستسرعاً ... لباب مولىً ذي عطاء عريض

جموم صبر كنت أسطو به ... على روايا الدهر بالهمّ غيض

فلا تلم يا صاح من بعد ذا ... إذا تمثلت به حال الجريض ورأيت بخطّه رحمه الله تعالى ممّا نسبه جده القطب الخيضري الحافظ لإبراهيم بن نصر الحموي ثم المصري المعروف بابن الفقيه:

يا زماناً كلّما حا ... ولت أمراً يتمنّع

إن تعصّبت فإنّي ... باصطباري أتقنّع

<<  <  ج: ص:  >  >>