للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنغص عليه حاله، وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أظن أن الأجل قد قرب (١) ، فلم يلبث بعدها غير شهر وتوفّي، ولم يجلس في تلك القبّة بعدها، وذلك سنة ٤٦٧، تجاوز الله تعالى عنه، هكذا حكاه بعض مؤرخي المغرب.

وقد ذكر في غير هذا الموضع من هذا الكتاب حكاية هذه القبّة بلفظ ابن بدرون (٢) شارح العبدونيّة فليراجع.

وتذكرت هنا قول أبي محمّد المصريّ (٣) في صفة قصر طليطلة:

قصرٌ يقصّر عن مداه الفرقد ... عذبت مصادره وطاب المورد

نشر الصباح عليه ثوب مكارم ... فعليه ألوية السعادة تعقد

وكأنّما المأمون في أرجائه ... بدر تمام قابلته أسعد

وكأنّما الأقداح في راحاته ... بدٌّ جمادٌ ذاب فيه العسجد وله في صفة البركة والقبة عليها:

شمسيّة الأنساب بدريّة ... يحار في تشبيهها الخاطر

كأنّما المأمون بدر الدّجى ... وهي عليه الفلك الدائر [أشعار ورسائل للأندلسيين في وصف المجالس]

وكان ملوك الأندلس في غية الاحتفال بالمجالس والقصور، وللوزير الجزيري (٤) - رحمه الله تعالى - في وصف مجلس المنصور بن أبي عامر ما


(١) ق: أظن الأجل قرب.
(٢) ق: ابن زيدون - وهو خطأ -.
(٣) الذخيرة ٤: ١٠٩.
(٤) الوزير الجزيري: أبو مروان عبد الملك بن إدريس أحد كتاب الدولة العامرية وكان حيناً على الشرطة للمنصور، سخط عليه المنصور فسجنه وله القصيدة الرائية المشهورة في السجن، ثم كتب بعده للمظفر فلما قتل صهره عيسى بن سعيد بن القطاع تغير المظفر على أبي مروان فسجنه في برج من طرطوشة وقتله (٣٩٤) هنالك. (ترجمة ف الجذوة: ٢٦١ وبغية الملتمس رقم: ١١٥٨ والمغرب ٢: ٣٢١ واعتاب الكتاب: ١٩٣ والذخيرة ٤: ٣١ والمطمح: ١٣ والصلة: ٣٥٠ وله شعر في اليتيمة والتشبيهات والبديع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>