للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشهد لذلك، وهو قوله (١) :

وتوسّطتها لجّة في قعرها ... بنت السّلاحف ما تزال تنقنق

تنساب من فكّي هزبر إن يكن ... ثبت الجنان فإن فاه أخرق

صاغوه من ندّ وخلّق صفحتي ... هاديه محض الدرّ فهو مطوّق (٢)

للياسمين تطلّعٌ في عرشه ... مثل المليك عراه زهوٌ مطرق

ونضائد من نرجس وبنفسج ... وجنيّ خيريّ وورد يعبق

ترنو بسحر عيونها وتكاد من ... طرب إليك بلا لسان تنطق

وعلى يمينك سوسنات أطلعت ... زهر الربيع فهنّ حسناً تشرق

فكأنّما هي في اختلاف رقومها ... رايات نصرك يوم بأسك تخفق

في مجلس جمع السرور لأهله ... ملكٌ إذا جمعت قناه يفرق

حازت بدولته المغارب عزةً (٣) ... فغدا ليحسدها عليه المشرق ومن هذه القصيدة:

أمّا الغمام فشاهدٌ لك أنّه ... لا شكّ صنوك أو أخوك (٤) الأوثق

وافى الصنيع فحين تمّ تمامه ... في الصّحو أنشأ ودقه يتدفّق

وأظنّه يحكيك جوداً إذ رأى ... في اليوم بحرك زاخراً يتفهّق وكان السبب في هذه الأبيات أن المنصور صنع في ذلك الأوان صنيعاً لتطهير ابنه عبد الرحمن، وكان عام قحطٍ، فارتفع السعر بقرطبة، وبلغ ربع الدقيق


(١) المقتطفات (الورقة: ٢٣) .
(٢) المقتطفات: فيه مطبق؛ وفي ك: فهو مخلق.
(٣) ك: رفعة.
(٤) ق: بل أخوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>