للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمشابه الشعر الأعمّ أعاره ال ... قمر المنير الطلق نور شعاعه

ولربّما جمع (١) النجيع من الطلى ... من صارم المنصور يوم قراعه

فحكاه غير مخالف في لونه ... لا في روائحه وطيب طباعه

ملك جهلنا قبله سبل العلا ... حتى وضحن بنهجه وشراعه

في سيفه قصرٌ لطول نجاده ... وتمام ساعده وفسحة باعه

ذو همّة كالبرق في إسراعه ... وعزيمة كالحين في إيقاعه

تلقى الزمان له مطيعاً سامعاً ... وترى الملوك الشّمّ من أتباعه وما أحسن قول بعض الأندلسيين يصف حديقة (٢) :

وحديقة مخضرّة أثوابها ... في قضبها للطير كل مغرد

نادمت فيها فتية صفحاتهم ... مثل البدور تنير بين الأسعد

والجدول الفضّيّ يضحك ماؤه ... فكأنّه في العين صفح مهنّد

وإذا تجعّد بالنسيم حسبته ... لمّا تراه مشبهاً للمبرد

وتناثرت نقطٌ على حافاته ... كالعقد بين مجمّع ومبدّد

وتدحرجت (٣) للناظرين كأنّها ... درٌّ نثيرٌ في بساط زبرجد وكان بحمّام الشطارة بإشبيلية صورة بديعة الشكل فوصفها بعض أهل الأندلس بقوله:

ودمية مرمرٍ تزهى بجيدٍ ... تناهى في التّورّد والبياض

لها ولدٌ ولم تعرف حليلاً ... ولا ألمت بأوجاع المخاض

ونعلم أنّها حجرٌ، ولكن ... تتيّمنا بألحاظٍ مراض


(١) البديع: جف.
(٢) وردت الأبيات في المقتطفات (الورقة: ٢٤) .
(٣) ق ط: وترجرجت؛ وفي ج؛ وتزخرفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>