للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرين ذراعاً وارتفاعها في السماء إلى حدّ شرفاتها ثمانية أذرع، وارتفاع كل شرفة ثلاثة أشبار، ولهذه المقصورة ثلاثة أبواب بديعة الصنعة عجيبة النقش شارعة إلى الجامع شرقيّ وغربيّ وشماليّ، ثم قال: وذرع المحراب في الطول من القبلة إلى الجوف ثمانية أذرع ونصف، وعرضه من الشرق إلى الغرب سبعة أذرع ونصف، وارتفاع قبوه في السماء ثلاثة عشر ذراعاً ونصف، والمنبر إلى جنبه مؤلف من أكارم الخشب ما بين آبنوس وصندل ونبع وبقّمٍ وشوحط وما أشبه ذلك، ومبلغ النفقة فيه خمسة وثلاثون ألف دينار وسبعمائة دينار وخمسة دنانير وثلاثة دراهم وثلث درهم (١) وقيل غير ذلك، وعدد درجه تسع درجات صنعة الحكم المستنصر رحمه الله.

وذكر أن عدد ثريّات الجامع التي تسرج فها المصابيح بداخل البلاطات خاصّة - سوى ما منها على الأبواب - مائتان وأربع وعشرون ثريّا، جميعها من لاطون مختلفة الصنعة، منها أربع ثريّات كبار معلقة في البلاط الأوسط أكبرها الضخمة المعلّقة في القبّة الكبرى التي فيها المصاحف حيال المقصورة، فيها من السّرج - فيما زعموا - ألف وأربعة وخمسون (٢) ، تستوقد هذه الثريات الضخام في العشر الأخير من شهر رمضان، تسقى كل ثريّا منها سبعة أرباع في الليلة، وكان مبلغ ما ينفق من الزيت على جميع المصابيح في هذا المسجد في السنة أيام تمام وقوده في مدّة ابن أبي عامر مكملة بالزيادة المنسوبة ألف ربع، منها في شهر رمضان سبعمائة وخمسون ربعاً، قال: وفي بعض التواريخ القديمة كان عدد القومة بالمسجد الجامع بقرطبة في زمن الخلفاء وفي زمن ابن أبي عامر ثلاثمائة، انتهى. وفيه مخالفة لبعض ما تقدّم.

وذكر بعضهم الزيت - ولكن قوله أولى بالاتباع، لنقله عن ابن بشكوال،


(١) وثلث درهم: سقطت من ك.
(٢) في ك: ألف وأربعمائة وخمسون.

<<  <  ج: ص:  >  >>