للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمعرفة ابن سعيد بمثل هذا وتحقيقه فيه أكثر من غيره، والله سبحانه أعلم - فقال: ألف ربع وثلاثون ربعاً، منها في رمضان خمسمائة ربع، وفي الثريات التي من الفضة - وهي ثلاث - اثنان وسبعون رطلاً، لكل واحدة ثمانية عشر في ليلة وقدها. وقال في المنبر: إنّه مركب من ستة وثلاثين ألف وصل، قام كل واحد منها بسبعة دراهم فضّة، وسمرت بمسامير الذهب والفضّة، وفي بعضها نفيس الأحجار، واتصل العمل فيه تسعة، ثم قال: ودور الثريا العظيمة خمسون شبراً، وتحتوي على ألف كأس وأربعة وثمانين، كلّها موشّاة بالذهب، إلى غير ذلك من الغرائب.

[وصف جامع قرطبة لابن صاحب الصلاة]

وكتب الفقيه الكاتب أبو محمّد إبراهيم ابن صاحب الصلاة الولبني يصف جامع قرطبة بما نصّه (١) : عمر الله سبحانه بشمول السعادة رسمك، ووفر من جزيل الكرامة قسمك، ولا برحت سحائب الإنعام تهمي عليك ثرّة، وأنامل الأيام تهدي إليك كلّ مسرّة، لئن كان أعزّك الله طريق الوداد بيننا عامراً، وسبيل الاتحاد (٢) غامراً، لوجب أن نفض ختمه، ونرفض كتمه، لا سيّما فيما يدرّ أخلاف الفضائل، ويهز أعطاف الشمائل، وإنّي شخصت إلى حضرة قرطبة - حرسها الله تعالى - منشرح الصدر، لحضور ليلة القدر، والجامع - قدس الله تعالى بقعته ومكانه، وثبت أساسه وأركانه - قد كسي ببردة الازدهاء، وجلي في معرض البهاء، كأن شرفاته فلول في سنان، أو أشرٌ في أسنان، وكأنما ضربت على سمائه كلل، أو خلعت على أرجائه حلل، وكأن الشمس قد خلّفت فيه ضياءها، ونسجت على أقطاره أفياءها، فترى نهاراً


(١) وردت هذه الرسالة في المقتطفات (الورقة: ٣٥ - ٣٧) .
(٢) ك: وسبيل المحبة؛ وفي ط بياض موضع " الاتحاد ".

<<  <  ج: ص:  >  >>