للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا الشرط ترتب إيجاب (١) عمل القضاة بالأندلس، ثم انتقل إلى المغرب، فبينا نحن ننازع الناس في عمل المدينة ونصيح بأهل الكوفة مع كثرة من نزل بها من علماء الأمّة كعلي وابن مسعود ومن كان معهما:

ليس التّكحّل في العينين كالكحل ... سنح لنا بعض الجمود، ومعدن التقليد (٢) :

الله أخّر مدّتي فتأخّرت ... حتى رأيت من الزّمان عجائبا يا لله وللمسلمين، ذهبت قرطبة وأهلها، ولم يبرح من الناس جهلها، ما ذاك إلاّ لأن الشيطان يسعى في محو الحق فينسيه، والباطل لا زال يلقنه ويلقيه، ألا ترى خصال الجاهلية كالنياحة والتفاخر والتكاثر والطعن والتفضيل والكهانة والنجوم والخط والتشاؤم وما أشبه ذلك، وأسماءها كالعتمة ويثرب، وكذا التنابز بالألقاب وغيره ممّا نهي عنه وحذر منه، كيف لم تزل من أهلها، وانتقلت إلى غيرهم مع تيّسر أمرها، حتى كأنّهم لا يرفعون بالدين رأساً، بل يجعلون العادات القديمة أسّاً، وكذلك محبّة الشعر والتلحين (٣) والنسب وما انخرط في هذا السلك ثابتة الموقع من القلوب، والشرع فينا منذ سبعمائة سنة وسبع وستين سنة لا نحفظه إلاّ قولاً، ولا نحمله إلاّ كلاًّ، انتهى.

وقال الحافظ ابن غازي - بعد ذكر كلام مولاي الجد - ما نصّه: وحدثني ثقة ممّن لقيت أنّه لما قدم مدينة فاس العلامة أبو يحيى الشريف التلمساني وتصدى لإقراء التفسير بالبلد الجديد وأمر السلطان أبو سعيد المريني الحفيد أعيان الفقهاء


(١) إيجاب: سقطت من ك.
(٢) كذا وردت هذه العبارة، واقترح فليشر أن تقرأ " سنح لنا بعض المجهود ومودة التقليد " وهو تخريج بعيد.
(٣) ط: والتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>