للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البديعين اللذين هما:

لا تلمني بأن طربت لشجوٍ ... يبعث الأنس فالكريم طروب

ليس شقّ الجيوب حقّاً علينا ... إنّما الشأن (١) أن تشقّ القلوب ما صورته (٢) : وخرجت من إشبيلية مشيّعاً لأحد زعماء المرابطين، فألفيته معه مسايراً له في جملة من شيّعه، فلمّا انصرفنا مال بنا إلى معرّس أمير المسلمين أدام الله تعالى تأييده الذي ينزله عند حلوله إشبيلية (٣) ، وهو موضع مستبدع، كأن الحسن فيه مودع، ما شئت من نهر ينساب انسياب الأراقم، وروض كما وشّت البرد يد راقم، وزهر يحسد المسك ريّاه، ويتمنّى الصبح أن يسم به محيّاه، فقطف غلام وسيم من غلمانه نورة ومن يده إليّ وهي في كفّه، فعزم عليّ أن أقول بيتاً في وصفه، فقلت:

وبدرٍ بدا والطّرف مطلع حسنه ... وفي كفّه من رائق النّور كوكب فقال أبو محمد:

يروح لتعذيب النّفوس ويغتدي ... ويطلع في أفق الجمال ويغرب

ويحسد منه الغصن أيّ مهفهفٍ ... يجيء على مثل الكئيب ويذهب [٢٠ - من ترجمة ابن السقاط]

وقال في ترجمة الوزير أبي القاسم ابن السّقّاط بعد كلام كثير، ما صورته (٤) : وحملنا الوزير القاضي أبو الحسن ابن أضحى إلى إحدى ضياعه بخارج غرناطة،


(١) القلائد: إنما الحق.
(٢) القلائد: ١٧١.
(٣) ك: بإشبيلية.
(٤) القلائد: ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>