للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعوّضت من واهاً بآهٍ ومن هوىً ... بهونٍ ومن إخوان صدق بخوّان

وما كلّ بيضاءٍ تروق بشحمةٍ ... وما كلّ مرعىً ترتعيه بسعدان

فيا ليت شعري هل لدهري عطفةً ... فتجمع أوطاري عليّ وأوطاني

ميادين أوطاري ولذة لذتي ... ومنشأ تهيامي وملعب غزلاني

كأن لم يصلني في ظبيٌ يقوم لي ... لماه وصدغاه براحي وريحاني

فسقياً لواديهم وإن كنت إنّما ... أبيت لذكراه بغلّة ظمآن

فكم يوم لهوٍ قد أدرنا بأفقه ... نجوم كؤوسٍ بين أقمار ندمان

شطر أول ... شطر ثاني

وللقضب والأطيار ملهىً بجزعه (١) ... فما شئت من رقصٍ على رجع ألحان

وبالحضرة الغرّاء غرٌّ (٢) علقته ... فأحببت حبّاً فيه قضبان نعمان

رقيق الحواشي في محاسن وجهه ... ومنطقه مسلى قلوبٍ وآذان

أغار لخدّيه على الورد كلما ... بدا ولعطفيه على غصن البان

وهبني أجني ورد خدّ بناظري ... فمن اين لي منه بتفّاح لبنان

يعللني منه بموعد رشفةٍ ... خيالٌ له يغري بمطلٍ وليّان

حبيب عليه لجّة من صوارم ... علاها حبابٌ من أسنّة مرّان

تراءى لنا في مثل صورة يوسفٍ ... تراءى لنا في مثل ملك سليمان

طوى برده منها صحيفة فتنةٍ ... قرأنا لها من وجهه سطر عنوان

محبّته ديني ومثواه كعبتي ... ورؤيته حجّي وذكراه قرآني وقال أيضاً رحمه الله تعالى (٣) :

وليلٍ تعاطينا المدام وبيننا ... حديثٌ كما هبّ النسيم على الورد

نعاوده والكأس يعبق نفحه (٤) ... وأطيب منها ما نعيد وما نبدي


(١) في بعض النسخ: بأفقه.
(٢) ق: الغرا أغن.
(٣) ديوان ابن خفاجة: ٣٤٨.
(٤) الديوان: تعبق مسكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>