للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقلي أقاح الثّغر أو سوسن الطّلى ... ونرجسة الأجفان أو وردة الخدّ

إلى أن سرت في جسمه الكاس والكرى ... ومالا بعطفيه فمال على عضدي

فأقبلت أستهدي لما بين أضلعي ... من الحرّ ما بين الثّنايا (١) من البرد

وعاينته قد سلّ من وشي برده ... فعانقت منه السيف سلّ من الغمد

ليان مجسّ واستقامة قامةٍ ... وهزّة أعطافٍ ورونق إفرند

أغازل منه الغصن في مغرس النّقا ... وألثم وجه الشمس في مطلع السعد

فإن لم يكنها أو تكنه فإنّه ... أخوها كما قدّ الشراك من الجلد

تسافر كلتا راحتيّ بجسمه ... فطوراً إلى خصرٍ وطوراً إلى نهد

فتهبط من كشحيه كفٌّ (٢) تهامةً ... وتصعد من نهديه أخرى إلى نجد وقال أيضاً (٣) :

ورداء ليل بات فيه معانقي ... طيفٌ ألمّ لظبية (٤) الوعساء

فجمعت بين رضابه وشرابه ... وشربت من ريق ومن صهباء

ولثمت في ظلماء ليلة وفره ... شفقاً هناك لوجنةٍ حمراء

والليل مشمطّ الذوائب (٥) كبرةً ... خرف يدبّ على عصا الجوزاء

ثمّ انثنى والصبح يسحب فرعه ... ويجرّ من طربٍ فضول رداء

تندى بفيه أقحوانة أجرعٍ ... قد غازلتها الشمس غبّ سماء

وتميس في أثوابه ريحانة ... كرعت على ظمإ بجدول ماء

نفّاحة الأنفاس إلا أنّها ... حذر النّدى خفّاقة الأفياء


(١) هذه رواية الذخيرة والديوان، وفي ق ك ج ط: الضلوع.
(٢) ق ك ج ط: كفي.
(٣) ديوان ابن خفاجة: ١٥٣.
(٤) في ق ك ط: بظبية. ج: بطيبة الوعثاء.
(٥) ق ج ط: الذؤابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>