للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغت ألفاً، ومن أشهرها كتاب الواضحة في مذهب مالك، كتاب كبير مفيد، ولابن حبيب مذهب في كتب المالكية مسطور، وهو مشهور عند علماء المشرق، وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر وصاحب المواهب وغيرهما.

ومن نظمه يخاطب سلطان الأندلس (١) :

لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا ... واذكره لا زلت في التاريخ مذكورا

قال النّبيّ صلاة الله تشمله ... قولاً وجدنا عليه الحقّ والنورا

فيمن يوسّع في إنفاق موسمه ... أن لا يزال بذاك العام ميسورا وهذا البيت الثالث نسيت لفظه فكتبته بالمعنى والوزن إذ طال عهدي به، والله تعالى أعلم.

وقال الفتح في المطمح (٢) : الفقيه العالم أبو مروان عبد الملك بن حبيب السّلمي، أي شرف لأهل الأندلس ومفخر، وأي بحر بالعلوم يزخر (٣) ، خلدت منه الأندلس فقيهاً عالماً، أعاد مجاهل جهلها معالماً، وأقام فيها للعلوم سوقاً (٤) نافقة، ونشر منها ألويةً خافقة، وجلا عن الألباب صدأ الكسل، وشحذها شحذ الصّوارم والأسل، وتصرف في فنون العلوم، وعرف كل معلوم، وسمع بالأندلس وتفقّه، حتى صار أعلم من بها وأفقه، ولقي أنجاب مالك، وسلك من مناظرتهم أوعر المسالك، حتى أجمع عليه الاتفاق، ووقع على تفضيله الإصفاق، ويقال: إنّه لقي مالكاً آخر عمره، وروى عنه عن سعيد


(١) الأبيات في ابن عذاري ٢: ١٦٥ وهذه روايتها:
لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا ... واذكره لا زلت في الأخيار مذكورا:
من بات في ليل عاشوراء ذا سعة ... يكن بعيشه في الحول محبورا
فارغب فديتك فيما فيه رغبنا ... خير الورى كلهم حيا ومقبورا
(٢) المطمح: ٣٦.
(٣) هذه العبارة في المطمح " وأي محتد شيد الإسلام وسحر " وهي شديدة التصحيف ولعل صوابها: وأي مجد شيد للإسلام وسخر.
(٤) المطمح: للمعالم، وفي نسخة: للمعارف؛ وفي ك: أسواقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>