للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد، ورحل من قرطبة سنة ٣١٢، ودخل مصر وحجّ وسمع بمكّة من ابن المنذر والعقيلي وابن الأعرابي وغيرهم؛ وكان حافظاً معتنياً بالآثار جامعاً للسّنن، متصرّفاً في علم الإعراب ومعاني الشعر، شاعراً مطبوعاً؛ وشاوره القاضي أحمد بن بقي، واستقضاه الناصر عبد الرحمن ابن محمد على إلبيرة وبجّانة، ثم ولاّه قضاء الجماعة بقرطبة بعد أبي طالب (١) سنة ٣٢٦، وجمعت له مع القضاة الصلاة، وكان كثيراً ما يخرج إلى الثغور ويتصرّف في إصلاح ما وهى منها، فاعتلّ في آخر خرجاته ومات في بعض الحصون المجاورة لطليطلة سنة ٣٣٧ (٢) ، ومولده سنة ٢٨٤؛ انتهى وأظن أنّي نقلته من كتاب ابن الأبار الحافظ، والله أعلم.

٤ - ومنهم عتيق بن أحمد بن عبد الباقي الأندلسي (٣) ، الدمشقي وفاة، يكنى أبا بكر: نزيل دمشق، كان مشهوراً بالصلاح، وانتفع به جماعة من الفقراء، وولد على ما قيل سنة ٥١٦، وتوفّي سنة ٦١٦ بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية، فيكون عمره على هذا مائة سنة، رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته وبركات أمثاله.

٥ - ومنهم أبة إبراهيم إسماعيل بن محمد بن يوسف الأنصاري الأندلسي الأبّذي، الملقب في البلاد المشرقية ببرهان الدين - وأبّذة، بضم الهمزة وتشديد الباء الموحدة وفتحها وبعدها ذال معجمة، بلد بالأندلس - سمع المذكور بمكّة وغيرها من البلاد، وبدمشق من الحافظ ابن طبرزذ، وأمّ الصخرة، وكان فاضلاً صالحاً شاعراً، توفّي سنة ٦٥٦، وأخبر عن بعض الأولياء المجاورين ببيت المقدس أنّه سمع هاتفاً يقول لما خربت القدس:


(١) بعد أبي طالب: سقطت من ابن الفرضي.
(٢) ابن الفرضي: سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
(٣) عتيق بن أحمد بن عبد الباقي: وردت ترجمته في حواشي الذيل والتكملة (٥: ١١٥) من تقييدات أبي القاسم التجيبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>