للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن يكن بالشآم قلّ نصيري ... ثم خرّبت واستمرّ هلوكي

فلقد أثبت الغداة خرابي ... سمر العار في حياة الملوك هكذا رأيته بخط الصفدي " في حياة " ويحتمل أن يكون " في جباه " جمع جبهة، والله أعلم.

٦ - ومنهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي (١) ، قاضي الجماعة بقرطبة، وقد قدمنا جملة من أخباره في الباب الثالث والرابع من هذا القسم، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، ومن مشهور ما جرى له في ذلك قصته في أيتام أخي نجدة (٢) ، وحدّث بها جماعة من أهل العلم والرواية، وهي أن الخليفة الناصر احتاج إلى شراء دار بقرطبة لحظيّة من نسائه تكرم عليه، فوقع استحسانه على دار كانت لأولاد زكريا أخي نجدة، وكانت بقرب النشارين في الرّبض الشرقي منفصلة عن دوره، ويتصل بها حمّام له غلة واسعة، وكان أولاد زكريا أخي نجدة أيتاماً في حجر القاضي، فأرسل الخليفة من قوّمها له بعدد ما طابت نفسه، وأرسل ناساً أمرهم بمداخلة وصي الأيتام في بيعها عليهم، فذكر أنّه لا يجوز إلاّ بأمر القاضي، إذ لم يجز بيع الأصل إلاّ عن رأيه ومشورته، فأرسل الخليفة إلى القاضي منذر في بيع هذه الدار، فقال لرسوله: البيع على الأيتام لا يصح إلاّ لوجوه: منها الحاجة، ومنها الوهي الشديد، ومنها الغبطة، فأمّا الحاجة فلا حاجة لهؤلاء الأيتام إلى البيع، وأمّا الوهي فليس فيها، وأمّا الغبطة فهذا مكانها، فإن أعطاهم أمير المؤمنين فيها ما تستبين به الغبطة أمرت


(١) قد مرت أخبار لمنذر بن سعيد في هذا الكتاب ١: ٣٦٨، ٥٧٠ (وراجع ترجمته في طبقات الزبيدي: ٣١٩ والجذوة: ٣٢٦ وبغية الملتمس رقم: ١٣٥٦ وابن الفرضي ٢: ١٤٢ والخشني: ١٧٥ والمرقبة العليا: ٦٦ والمطمح: ٣٧ والروض المعطار: ١٤٠ وبغية الوعاة: ٣٩٨ وإنباه الرواة ٣: ٣٢٥ وأزهار الرياض ٢: ٢٧٢ ومعجم الأدباء ١٩: ١٧٤) .
(٢) القصة في المطمح: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>