زال يستثقلني بعد ذلك، حتى منعني كتاب العين، وكنت ذهبت إلى الانتساخ من نسخته، فلمّا قطع بي قيل لي: أين أنت عن أبي العباس ابن ولاّد فقصدته، فلقيت رجلاً كامل العلم حسن المروءة، فسألته الكتاب، فأخرجه إليّ، ثم ندم أبو جعفر لما بلغه إباحة أبي العباس الكتاب لي، وعاد إلى ما كنت أعرفه منه.
قال: وكان أبو جعفر لئيم النفس، شديد التقتير على نفسه، وربما وهبت له العمامة فيقطعها ثلاث عمائم، وكان يأبى شراء حوائجه بنفسه، ويتحامل فيها على أهل معرفته، انتهى. وأبو جعفر هذا يقال: إن تواليفه تزيد على خمسين، منها شرح عشرة دواوين للعرب، وإعراب القرآن، ومعاني القرآن، وشرح أبيات الكتاب، وغير ذلك.
رجع - وقال منذر بن سعيد: كتبت إلى أبي علي البغدادي أستعير منه كتاباً من الغريب، وقلت: