للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أبو القاسم (١) ابن فيرّه بن خلف بن أحمد الرّعيني الشاطبي المقرئ، الفقيه الحافظ الضرير أحد العلماء المشهورين والفضلاء المذكورين، خطب ببلده شاطبة مع صغر سنّه، ودخل الديار المصريّة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وحضر عند الحافظ السّلفي وابن برّي وغيرهما، وولد بشاطبة آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفّي بالقاهرة يوم الأحد الثامن والعشرين، وقيل: الثامن عشر، من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، بعد العصر، ودفن من الغد بالتربة الفاضلية بسفح المقطّم.

وحكي أن الأمير عز الدين موسك الذي كان والد ابن الحاجب حاجباً له بعث إلى الشيخ الشاطبي يدعوه إلى الحضور عنده، فأمر الشيخ بعض أصحابه أن يكتب إليه:

قل للأمير مقالةً ... من ناصحٍ فطنٍ نبيه

إنّ الفقيه إذا أتى ... أبوابكم لا خير فيه ومن نظمه، رحمه الله تعالى:

خالصت أبناء الزمان فلم أجد ... من لم أرم (٢) منه ارتيادي مخلصي

ردّ الشباب وقد مضى لسبيله ... أهيا وأمكن من صديقٍ مخلص وكان، رحمه الله تعالى، قرأ بشاطبة القراءات، وأتقنها على النّفزي (٣) ، ثم انتقل إلى بلنسية فقرأ بها التيسير من حفظه على ابن هذيل، وسمع الحديث منه ومن ابن النعمة وابن سعادة وابن عبد الرحيم وغيرهم، وارتحل إلى المشرق فاستوطن القاهرة، واشتهر اسمه وبعد صيته، وقصده الطلبة من النواحي،


(١) ق: أبو القاسم القاسم.
(٢) ق: خالصت ... من لم أر.
(٣) مفهوم كلام ابن عبد الملك أن قراءة الشاطبي على النفزي كانت أيضا ببلنسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>