للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع

ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ ... فبالافتقار إليك فقري أدفع

ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ ... فلئن رددت فأيّ بابٍ اقرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

حاشا لجودك أن يقنّط عاصياً ... الفضل أجزل والمواهب أوسع ومن نظم السّهيلي رضي الله تعالى عنه (١) :

أسائل عن جيرانه من لقيته ... وأعرض عن ذكراه والحال تنطق

وما بي إلى جيرانه من صبابةٍ ... ولكنّ نفسي (٢) عن صبوحٍ ترقّق وله (٣) :

لمّا أجاب بلا طمعت بوصله ... إذ حرف لا حرفان معتنقان

وكذا نعم بنعيم وصلٍ آذنت ... فنعم ولا في اللفظ (٤) متفقان ولد أبو الخطاب ابن دحية في ذي القعدة سنة سبع - أو ثمان - وأربعين وخمسمائة (٥) وتوفّي في انفجار الفجر ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم.

وتكلم فيه جماعة فيما ذكره ابن النجار، وقدره أجلّ ممّا ذكروه، وقد روى رحمه الله تعالى بالمغرب ومصر والشام والعراق وخراسان وعراق العجم، وكل ذلك في طلب الحديث، وسمع بالأندلس من ابن بشكوال وابن


(١) أدباء مالقة: ١٢٩.
(٢) أدباء مالقة: قلبي ... يرقق؛ وفيه إشارة إلى المثل " أعن صبوح ترقق ".
(٣) أدباء مالقة: ١٣٠.
(٤) أدباء مالقة: في الحب.
(٥) مختلف في عام ولادته، راجع وفيات الأعيان؛ وفيه أنه ولد ٥٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>