للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له من شذيّ الزهر بردٌ مفوّفٌ ... أتيح له من أرض صنعاء صانع

فراقك منها أخضر الثوب ناضرٌ ... وشاقك منها أصفر اللون فاقع

وأحمر قانٍ للخدود مورّدٌ ... وأبيض كالثغر المفلّج ناصع

بأحسن من توشيع مدحي الذي له ... بدائع من وشي البديع وشائع

وما ضائعٌ من نشر شكري الذي به ... تأرجت الأرجاء عندك ضائع

ولو لم يقيّدني نداك لكان لي ... مجالٌ فسيح في البسيطة واسع

فأنت الذي لي والأعادي كثيرة ... فويق مكان النجم في الأفق دافع ومنها:

بقيت لعبدٍ جدّه دحية الذي ... يشابه جبريلٌ له ويضارع

وجدّته الزهراء بن محمدٍ ... عليه السلام الدائم المتتابع

ولا عدمت منك الممالك مالكاً ... يقرّب للآمال ما هو شاسع

ومنك عيونٌ للمهمّات يقّظٌ ... وعنك عيون الحادثات هواجع وقال المقريزي في ترجمة الملك الكامل: إنّه كان مشغوفاً بسماع الحديث النبوي، وبقدم عنده أبو الخطاب ابن دحية، وبنى له دار الحديث الكامليّة بين القصرين بالقاهرة، انتهى.

وقال أبو الخطاب ابن دحية: أنشدني أبو القاسم السّهيلي لنفسه (١) ، وذكر أنّه ما سأل الله تعالى بها إلاّ أعطاه:

يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعدّ لكلّ ما يتوقّع

يا من يرجّى للشدائد كلّها ... يا من إليه المشتكى والمفزع


(١) الأبيات في المطمح: ٢٣٤ وأبو القاسم السهيلي هو عبد الرحمن بن عبد الله (توفي ٥٨١) صاحب الروض الأنف، انظر ترجمته في التكملة رقم: ١٦١٣ والمطرب: ٢٣٠ وأدباء مالقة؛ الورقة: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>