للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودفنه في مقبرة باب أبرز (١) ، فلمّا كانت مدّة رآه مظفر في النوم كأنّه يعاتبه على مخالفته، فنقل في صفر سنة ٤٩١ إلى مقبرة باب حرب، ودفن عند قبر بشر، وكان كفنه جديداً وبدنه طريّاً تفوح منه رائحة الطيب، ووقف كتبه على أهل العلم، رحمه الله تعالى.

ومن مناقبه أنّه قال لمن دخل عليه فوجده مكشوف الفخذ: تعديت بعين إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت، انتهى.

ومن شعر الحميدي أيضاً قوله:

طريق الزّهد أفضل ما طريقٍ ... وتقوى الله تالية الحقوق

فثق بالله يكفك، واستعنه ... يعنك، ودع بنيّات الطّريق وقوله:

كلام الله عزّ وجلّ قولي ... وما صحّت به الآثار ديني

وما اتفق الجميع عليه بدءاً ... وعوداً فهو عن حقّ مبين

فدع ما صدّ عن هذي وخذها ... تكن منها على عين اليقين ٦٤ - ومنهم الكمال أبو العباس أحمد الشريشي (٢) ، وهو أحمد بن عبد المؤمن ين موسى بن عيسى بن عبد المؤمن، القيسي، من أهل شريش. روى عن أبي الحسن ابن لبّال وأبي بكر ابن أزهر وأبي عبد الله ابن زرقون وأبي الحسين ابن جبير وغيرهم، وأقرأ العربية، وله تواليف أفاد بما حشر فيها: منها شرح الإيضاح للفارسي، والجمل للزجّاج، وله في العروض تواليف، وجمع مشاهير قصائد العرب، واختصر نوادر أبي علي القالي.


(١) ق: باب البرر؛ ط: باب البر؛ ج: باب البزر.
(٢) ترجمة الشريشي في التكملة: ١١١ والمنهل الصافي ١: ٣٥٤ وبغية الوعاة: ١٤٣ وبرنامج الرعيني: ٩٠ والوافي بالوفيات ٧ الورقة: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>