هات المدام فقد ناح الحمام على ... فقد الظلام وجيش الصبح في غلب
وأعين الزهر من طول البكا رمدت ... فكحّلتها يمين الشمس بالذهب
والكأس حلّتها حمراء مذهبةٌ ... لكن أزرّتها من لؤلؤ الحبب
كم قلت للأفق لمّا أن بدا صلفاً ... بشمسه عندما لاحت من الحجب
إن تهت بالشمس يا أفق السماء فلي ... شمسان وجه نديمي وابنة العنب
قم اسقنيها وثغر الصبح مبتسمٌ ... والليل تبكيه عين البدر بالشّهب
والسّحب قد لبست سود الثياب وقد ... قامت لترثيه الأطيار في القضب وله (١) :
عليك من ذاك الحمى يا رسول ... بشرى علامات الرضى والقبول
جئت وفي عطفيك منهم شذاً ... يسكر من خمر هواه العذول ومنها:
أحبابنا ودّعتم ناظري ... وأنتم بين ضلوعي نزول
حللتم قلبي وهو الذي ... يقول في دين الهوى بالحلول
أنا الذي حدّث عني الهوى ... بأنّني عن حبّكم لا أحول
فليزد العاذل في عذله ... وليقل الواشي لكم ما يقول انتهى كلام النور بن سعيد.
وقال غيره: ولد المذكور بشاطبة منتصف وشوال سنة ٦١٥، ومات بدمشق ودفن بسفح قاسيون، وكان عالماً فاضلاً، دمث الأخلاق كريم الشمائل، كثير الاحتمال واسع الصدر، صحب الشيخ كمال الدين ين العديم وولده قاضي
(١) القدح: ٢٠٨ والفوات: ٣٢٣.