للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحلب، وجريت معه طلق الجموح في ميادين الأدب، وأنشدني بدمشق (١) :

أنا من سكر هواهم ثمل ... لا أبالي هجروا أم وصلوا

فبشعري وحديثي فيهم ... زمزم الحادي وسار المثل

إنّ عشاق الحمى تعرفني ... والحمى يعرفني والطّلل

رحلوا عن ربع عيني فلذا ... أدمعي عن مقلتي ترتحل

ما لها قد فارقت أوطانها ... وهي ليست لحماهم تصل

لا تظنّوا أنّني أسلوا فما ... مذهبي عن حبّكم ينتقل وقوله رحمه الله تعالى (٢) :

بالله يا بانة الوادي إذا خطرت ... تلك المعاطف حيث الشيح والغار

فعانقيها عن الصّبّ الكئيب فما ... على معانقة الأغصان إنكار

وعرّفيها بأنّي فيك مكتئب ... فبعض هذا لها بالحبّ إخبار

وأنتم جيرة الجرعاء من إضمٍ ... لي في حماكم أحاديث وأسمار

وأنتم أنتم في كلّ آونةٍ ... وإنّما حبّكم في الكون أطوار

ويا نسيماً سرى تحدو ركائبه ... لي بالغوير لباناتٌ وأوطار وله (٣) :

يا رعى الله أنسنا بين روضٍ ... حيث ماء السرور فيه يجول

تحسب الزهر عنده يتثنى ... وتخال الغصون فيه تميل وله (٤) :


(١) الأبيات في القدح المعلى.
(٢) القدح: ٢٠٧.
(٣) قالهما في بستان على نهر ثورا أحد أنهار دمشق، انظر القدح: ٢٠٨ والفوات: ٣٢٤.
(٤) القدح: ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>