وقال ابن عساكر: كان أحفظ شيخ لقيته؛ وربّما حكى عنه بعضهم كابن عساكر أموراً منكرة، فالله أعلم. وتوفّي في ربيع الآخر سنة ٥٢٤ ببغداد، رحمه الله تعالى.
٨٢ - ومنهم أبو عبد الله محمد بن سعدون، الباجي (١) ، سمع بمصر من ابن الورد وابن السكن وابن رشيق، وبمكّة من الآجرّي، وكان صالحاً فاضلاً زاهداً ورعاً، حدّث، ومات ببطليوس وفجأة سنة ٣٩٢، ومولده سنة ٣٢٢.
٨٣ - ومنهم أبو بكر محمد بن سعدون، التميمي الجزيري، المتعبد، كانت آدابه كثيرة، وحجّ غير مرّة، ورابط ببلاد المغرب، وكان حسن الصوت بالقرآن، سمع بمصر من جماعة وبمكّة، وصحب الفقراء وطاف بالشام، وغزا غزوات وتعرّض للجهاد وحرّض عليه، وساح بجبل المقطم، وذكر أنّه صلّى بمصر الضحى اثنتي عشرة ركعة، ثم نام فرأى النبي صلّى الله تعليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إن مالكاً والليث اختلفا في الضحى، فمالكٌ يقول: اثنتا عشرة ركعة، والليث يقول: ثمانٍ، فضرب عليه الصلاة والسلام بين وركي ابن سعدون وقال: راي مالك هو الصواب، ثلاث مرّات، قال: وكان في وركي وجع، فمن تلك الليلة زال عنّي. وكان له براهين من نور يضيء عليه إذا صلّى نحوه، وأنشد:
سجن اللسان هو السلامة للفتى ... من كلّ نازلةٍ لها استئصال
إنّ اللسان إذا حللت عقاله ... ألقاك في شنعاء ليس تقال توفّي سنة ٣٤٤.
(١) كان يسكن حصن مورة من عمل باجة، ويعرف بابن الزنوني، وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا ضعيف الكتاب غير ضابط (ابن الفرضي ٢: ١٠٧) .