للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرقاء (١) . وفي الجرائد أسماء أعلام إسلامية مثل محمد وعلي وعبد الله ترد بين أعلام يونانية ولاتينية (٢) ومن هنا نفهم لم يحاول المؤرخ هوجر فلقندو أن يؤكد بأن رجال الجرائد في صقلية كانوا مسلمين أو يونان إذ يقول: " وليس في صقلية من يدفع الجزية السنوية إلا المسلمون واليونان وهم وحدهم الذين يلحقهم اسم الأرقاء (رجال الجرائد) " (٣) بل علينا أن ننسى ونحن نتحدث عن الجماعة الإسلامية بصقلية أمر العبودية التي كانت تؤيدها القوانين ففي وثيقة عربية - يونانية سنة ١٠٩٤ ذكر لثلاثين عبداً مسلماً ترد أسماءهم بين الأرقاء وأسماء اليهود التابعين لكنيسة قطانية (٤) وكان التصرف بالعبيد، كسائر أنواع الملك، أمراً شائعاً بصقلية حتى كانوا يباعون أو يهدون مع عائلاتهم، فعند تأسيس أحد الأديرة تبرع الكونت رجار وأسياد الإقطاع بالقلعة والأرض والرقيق، وكان البارونات يتقدمون هذا بعبد وذاك باثنين وآخر بأكثر، حتى لقد تقدم أحدهم بيهودي (٥) . وتثبت وثيقة عربية من القرن الثاني عشر ان العرف التجاري كان يسمح بأن يباع الحر عبداً، فقد أذن لجماعة من البحارة المسلمين أن يحملوا ذهباً من جفلوذ إلى مسينة خاصاً بسيد اسمه وليمن ويرهنوا ممتلكاتهم ضماناً عنه، وكان فيهم حاج يدعى عثمان رهن نفسه من الصراف، لأنه لم يكن يملك شيئاً آخر حتى إذا استطاع أن يدفع ما عليه اصبح حراً (٦) .

فالمسلمون من وجهة عامة كانوا في لعصر النورماني: إما أهل مدن يتمتعون بشيء من الحرية، ولا يحق لهم التوسع في ممتلكاتهم، وإما فلاحين فقدوا كل حرية لهم واصبحوا رقيق ارض أو عبيداً، وإما جنداً في الجيش والأسطول.


(١) Curtis، P. ٣٦٥ - ٦٦
(٢) Amari، ٣ P. ٢٠٩
(٣) OP. Cit. P. ٢٥٩
(٤) OP. Cit. P. ٢٤١
(٥) Amari، S.D.M. VOL، ٣ P. ٢٤٣
(٦) OP. Cit. P. ٢٤٢

<<  <   >  >>