للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أذى، وما رهقهم من إساءة، وراحوا يحتلون القلاع في الجبال وعلى السواحل فليوطن المسيحيون التعساء أنفسهم على عبودية لا خلاص منها لأنهم سيكونون فريسة لهجوم مزدوج وسيقعون بين المطرقة والسندان " (١) .

ولم يكن في تلك العصور كثير من أمثال فلقندو يقدومون مصلحة الوطن على الاعتبارات المذهبية الضيقة، فلم تكد الدولة تقفر من الرجال الأكفاء بعد غليالم الثاني، حتى ثارت المعارك بين المسلمين والمسيحيين في الشوارع، وفاضت الدماء في المدينة واعتصم من نجا بين الجبال (٢) واستمرت ثورة المسلمين من نهاية ١١٨٩ إلى أكتوبر من سنة ١١٩٠ ثم اثر فيهم الإقناع فعادوا إلى بيوتهم في بلرم، وعاد الأرقاء إلى حقولهم يكدوون، ولكنهم لم يعودوا جميعاً، وكثير من الذين رجعوا لم يلبثوا طويلاً، إذ كان من السهل على التجار والصناع منهم أن يهاجروا إلى إفريقية هجرة تقطع آخر علاقتهم بوطنهم، وأما أهل الأرياف فبقوا معتصمين في الجبال وأعطيت أراضيهم للإقطاعيين المدنيين والدينيين.


(١) H.S. Williams؛ Historians، Hist. Of the World VOL.٩ P. ١
(٢) Amari، ٣P. ٥٥٤

<<  <   >  >>