للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(غليالم) وأن جملة ما أعطاه هذا الملك مركب مملوء جبناً (١) ومما قد يؤدي هذا النص أن ابن قلاقس عرف شخصاً يسمى " جردان " (٢) وهو يدعى في ديوانه وزير صاحب صقلية، ومدحه بقصيدة مثبتة فيما بقى من شعره. واتصاله بالوزير أو بهذه الشخصية العظيمة مما قد يجعل اتصاله بصاحب صقلية نفسه محتملا. ولكن من هو (جردان) هذا؟ إن التاريخ لا يسمى إلا اسطفان المستشار عند والدة غليالم الذي كان بمرتبة الوزير. ولكن إذا صدقنا ابن جبير الذي يتحدث عن وزراء غليالم بصيغة الجمع لم نستبعد أن يكون هنالك وزراء كثيرون لغليالم ولا يبعد أن يكون جردانو واحداً منهم، بل ربما كان الأرجح أن جردانو وكثيرين غيره كانوا أعضاء المجلس Curia في بلاط الملك، وإذن فيكون جردانو أحد أولئك الأعوان الشيوخ. وفي مدحه يقول ابن قلاقس (٣) :

وجردنا المدائح فاستقرت ... على أوصاف جردنا الوزير

فنظمنا المفاخر كاللآلى ... وحلينا المعالي كالنحور

وقمنا في سماء العز نرعى ... جبين الشمس في اليوم المطير

وأعجبُ ما جرى أنا أمنا ... ونحن بجانب الليث الهصور وواضح أن ابن قلاقس يحوم حول مدح لينفذ إلى صفات يمدح بها، ويبهم في القول فيستعمل ألفاظ المفاخر والمعالي والعز، ولكن قدرة الشاعر في هذا الإبهام جعلت التحويم حول المدح خيراً من المدح نفسه، فلما نفذ إلى المدح المباشر عاد يرتطم بصخور المبالغة، وهو يحاول أن يقلبها على كتفي ممدوحه ويقول:

لهيبُ صواعق العزَمات منه ... يكادُ يذيبُ أفئدة الصخور


(١) أعيان العصر مجلد ٢ الورقة ٢١٩ والنص على أ، هـ مدحه عند ابن خلكان أيضاً.
(٢) في نسخة الديوان المطبوعة يسمى يزجرد.
(٣) النص في الخريدة نسخة نور عثمانية.

<<  <   >  >>