للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وماءُ مكارم الأخلاق منه ... يكادُ يردّ صاعدةَ الزفير

وأغراسُ الأماني في يديه ... تهز معاطف الروح النضير ويدل ما تبقى من رسائله على أ، هـ تعرف في حضرة غليالم إلى القائد غارات ابن جوشن " خاصة المملكة الغليلمية بصقلية " وفي كتاب له كتبه إليه شكر على ما لقيه في جنابه من حفاوة وإكرام " فقد فارق جنابها (الحضرة) الكريم ممتلء اليد نعمةً، والفم نغمة والخاطر آمالا، والناظر أموالا، اصطناعاً منها، وتفضلاً أبى الله أن يصدرَ إلا عنها " (١) .

وكات كذلك السديد الحصري وهو اسم يذكرنا بمنافس ابن الحجر الذي يسميه هوجر فلقندو Sedictus وفي كتابه إليه دعابة تدور حول شهر رمضان، وأنه شهر عظيم البركة، ثقيل الحركة، ودعاء لعله أن يمضي سريعاً، ويقضي بخنجر الفطر صريعاً (٢) . ولكنه كان أكثر أنساً بشخص ثالث اسمه ابن فاتح وهو شيخ فقيه أديب بصقلية، يطلب إليه في رسالة عوناً على السفر " فإن رأت (الحضرة) أن تيسر له أسباب سفره، وتفتح له أبواب ظفره، قبل خروج ركابها العالي، فلسان شكره ينقلب دعاء، ويكون له سمع الإجابة وعاء " (٣) .

فهذه الرسائل قد عرفتنا بثلاثة من المسلمين في بلرم ولعلهم كانوا جميعاً من رجال الدولة ومن الزعماء في بني قومهم.

ولكن ابن قلاقس في صقلية اختص بمدائحه أبا القاسم بن الحجر، ابن حمود زعيم المسلمين حينئذ في الجزيرة والذي نعرفه من التاريخ أن أبا القاسم


(١) ترسل ابن قلاقس: ٣٤ من نسخة خطية رقم ٦١٧ أدب بالتيمورية.
(٢) المصدر نفسه: ٤٧ - ٤٨.
(٣) لمصدر نفسه: ٤٣.

<<  <   >  >>