للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المال الحاصل من هدايا خاصة في مواسم معينة؟ أما الخمس فقد بينت المعاني التي يتحملها، وأما الجوالي المرسومة على الجماجم فهي مال الجزية المفروضة على غير المسلمين. والجزية في أيام المقريزي تسمى الجوالي ويقول القاضي الفاضل في متجددات سنة ٥٨٧ إن الجوالي قلت جدا لكثرة إظهار النصارى للإسلام (١) وهذا يقطع بأن الجوالى هي الجزية. وأما مال البحر فهو ما يحصل على السفن الراسية في الموانئ الصقلية. والقبالة نوع ممن الضمان أي أن المصايد كانت تعرض على متقبلين بمبالغ معينة وقد يكون المتقبل هو المباشر للعمل أو ينتدب له من يريد (٢) وإذا لم تكن (المرافق) كلمة عامة فهي تدل على ما يحصل من مال على المراعي والمنتجات المحلية. وكانت المرافق في مصر تشمل المال الهلالي أيام ابن المدبر ثم أسقطها أحمد بن طولون وأحياها العبيديون وأصبحت تعرف بالمكوس (٣) . ولا شك أن الضريبة العشرية كانت على أراضي من اعتنق الإسلام من المسيحيين وأكثرها كان يحصل من ولاية مازر في القرن التاسع ثم من ولاية نوطس ودمنش في القرن الذي يليه (٤) . وكان بعض الولاة يطلق يد العشارين فيجورون على الناس. وفي نسخة كمبردج العربية (٥) أن ابن سالم أتى سنة ٢٤٣٥ ٩٢٧ م بشيخين استغرما أهل صقلية وكرر هذا العمل سنة ٣٤٤٠ ٩٣٢م ولا نستطيع أن نفهم من هذا الخبر إلا استهانة بعض الولاة بأهل البلاد مع أن التهاون في النواحي المالية كان من اكبر الأسباب الحافزة للسكان على الثورة. وفي خبر من أواخر العهد الإسلامي أن ابن الباغاني الكاتب غير الضريبة على أهل صقلية، فجعل العشار من طعامهم وثمارهم وإنما كانت العادة أن يؤخذ على الزوج البقر شيء معلوم ولو أصاب ما أصاب. والخبر يدل على الطريقة التي كانت متبعة في صقلية لعهد


(١) المقريزي، المواعظ والاعتبار ١/ ١٧٣.
(٢) المصدر السابق ١/ ١٣١ - ١٣٢.
(٣) المصدر نفسه ١/ ١٦٧.
(٤) Amari: s.d. . m vol. ٢pp.٤٠ - ٤١
(٥) المكتبة الصقلية: ٤٤٣.

<<  <   >  >>