للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلام، مثل الفقيه السمنطاري، وكان الطلبة لكثرة دروج الاسم على أفواههم يلفظونه بغير الهمز. ويستعملون إلى جانبه كتاب " الملخص " وهو كتاب ألفه القابسي ولخص فيه ما اتصل إسناده من حديث الموطأ وكان الطلبة يسمونه الملخص بالفتح مع أن صاحبه سماه الملخص بالكسر (١) . وألف ابن جعفر القصري كتاباً سماه بكتاب " تجديد الإيمان وشرائع الإسلام يشتمل على نيف وستين جزءاً وفيه بحث في المعجزات فدخل صقلية وقرأه الناس (٢) .

وفي القرن الخامس وردت إلى صقلية نسخة من كتاب " التقريب " وهو كتاب اختصر به البرالي البلنسي (البريلي بخط ابن بشكوال) كتاب المدونة وجمع فيه أقوال أصحاب مالك حتى قال فيه بعضهم: من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي (٣) وقرأه عبد الحق شيخ فقهاء صقلية في عصره وأراد أن يشتريه فلم يتيسر له ثمنه، فباع حوائج من داره واشتراه (٤) ، فلما عرف أهل صقلية ذلك زادت قيمة الكتاب في اعينهم، فاقبلوا عليه وتنافسوا في اقتنائه.

وتحدثنا المصادر أن علي بن حمزة اللغوي راوية المتنبي ذهب إلى صقلية وعاش في بلرم وتوفي بها سنة ٣٧٥هـ؟ وربما روى عنه الصقليون بعض كتبه التي كانت في أكثرها ردوداً على الأئمة كالرد على ابن السكيت في إصلاح المنطق والرد على الجاحظ في الحيوان والرد على الثعلب في الفصيح.. (٥) الخ وربما استنتجا بأنه درس هنالك ديوان المتنبي. وأيا كان الأمر فمن المحقق أن صقلية عرفت ديوان المتنبي معرفة وثيقة إذ كان جزءاً من ثقافة عالمها اللغوي ابن البر درسه علي ابن رشدين بمصر ثم أخذه عنه طلبته بصقلية (٦) ولعل


(١) ابن مكي،تثقيف اللسان نسخة الآستانة الباب ٣٦.
(٢) الصلة رقم ٣٧٩.
(٣) ريض النفوس في المكتبة: ١٩٤.
(٤) ابن فرحون الديباج المذهب: ١١٣.
(٥) ياقوت، معجم الأدباء ١٣/ ٢٠٨.
(٦) ابن الأبار، التكملة رقم ٣٦٧.

<<  <   >  >>